وقال العلامة ابن عابدين: الفتاوى والواقعات وهي مسائل استنبطها المجتهدون المتأخرون لما سئلوا عن ذلك، ولم يجدوا فيها رواية عن أهل المذهب المتقدمين، وهم: أصحاب أبي يوسف ومحمد وأصحاب أصحابهما وهلم جرا، وهم كثيرون.
فمن أصحاب أبي يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى: مثل عصام يوسف، وابن رستم، ومحمد بن سماعة، وابن سليمان الجوزجاني، وأبي حفص البخاري، ومن بعدهم: مثل محمد بن مسلمة ويحيى بن نصير والقاسم بن سلام.
- وقد يتفق لهم أن يخالفوا أصحاب المذهب لدلائل وأسباب ظهرت لهم. . وأول كتاب جمع في فتاويهم فيما بلغنا (كتاب النوازل) لأبي الليث السمرقندي (- ٣٧٣ هـ) ، ثم جمع المشايخ بعد كتباً أخرى، وكمجموع النوازل والواقعات للناطفي، والواقعات للصدر الشهيد.
ثم ذكر المتأخرون هذه المسائل مختلطة غير متميزة كما في فتاوى قاضي خان والخلاصة وغيرهما، وميز بعضهم كما في كتاب المحيط لرضي الدين السرخسي فإنه ذكر أولاً مسائل الأصول، ثم النوادر، ثم النوازل (١) .
نعم: قد يقال إذا كانت أقوالهم روايات عنه تكون تلك القواعد له أيضاً لابتناء تلك الأقوال عليها ... وعلى هذا تكون نسبة التخريجات إلى مذهبه أقر لابتنائها على قواعده التي رجحها وبنى أقواله عليها.