للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جاء ذكر الترجمة اللاتينية لكتاب المناظر لأول مرة في مقال (في المثلثات) لـ (جوردا نوس دي نيموري) فيما بين ١٢٢٠ و ١٢٣٠م. وفي القرن الثالث عشر الميلادي نفسه ألَّف عالِم بولندي اسمه (فيتيلو) كتابًا في البصريات؛

(والمعروف أن فيتيلو صنف كتابه بعد اطلاعه على الترجمة اللاتينية المخطوطة لكتاب ابن الهيثم، وتبين من مقارنة نصي الكتابين أن العالِم البولندي قد سار في كتابه على نهج كتاب ابن الهيثم فاستقى منه موضاعاته وأشكاله، بل نقل ألفاظه في كثير من المواضع. وقد يسر الناشر (رزنر) على القارئ هذه المقارنة، فَزَوَّد الكتابين بإحالات من كلٍّ منهما على الآخر.. ويوجد الآن من الترجمة اللاتينية لكتاب ابن الهيثم عدد كبير من المخطوطات تبلغ العشرين، منها سبعة على الأقل نُسِخَت في القرن الثالث عشر الميلادي.. وكذلك يوجد لكتاب المناظر ترجمة إيطالية عن اللاتينية ترجع إلى القرن الرابع عشر الميلادي) (١) .

وقد سبق قبل صفحات الاستشهاد بالمنهج العقلي والعلمي عند الجاحظ، وبدعوته إلى عدم التسليم بالمنقول والمسموع، ووجوب الشك في أقوال السابقين بغية الوصول إلى اليقين.

وقد انتهت بعض الدراسات الجادة الحديثة (إلى بيان أن العلوم الطبيعية عند اليونان كانت دراسات فلسفية ميتافيزيقية تقوم على منهج عقلي استنباطي، فتحولت على أيدي العلماء العرب إلى دراسات علمية تستند إلى منهج تجريبي استقرائي. وما كان يتأتى إدراك هذا المنهاج إلا عن طريق المشاهدات وإجراء التجارب وافتراض الفروض واستنباط النتائج) (٢) .


(١) من مقدمة الدكتور عبد الحميد صبرة لكتاب المناظر، ص٤٧، الكويت، ١٩٨٣م.
(٢) الدكتور جلال محمد عبد الحميد موسى، منهج البحث العلمي عند العرب في مجال العلوم الطبيعية والكونية، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ١٩٧٢م.

<<  <  ج: ص:  >  >>