البحث الثاني لفضيلة الشيخ محمد الشيباني بن محمد بن أحمد، المفتي بدائرة القضاء الشرعي بأبي ظبي. وقد تسلمته قبل ساعات قليلة في هذه الاستراحة التي فصلت بين جلستي الصباح والمساء.
تحدث في مطلعه عن الإسلام، وأركانه، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان.
ومن جملة ما يقوله في هذا الموضوع.
إن كل ما يحدث من أمر لا يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة فإنه مقبول شرعًا، وكل ما يحدث مما يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة فإن الإسلام يرفضه رفضًا باتًا. وإن مما ظهر في عصرنا الحاضر وانتشر انتشارًا واسعًا ما يسمى بالحداثة، فما هي هذه الحداثة بمفهومها اللُّغوي والغربي؟ وهل هي مما يقبله الشرع الإسلامي أو يرفضه؟.
ثم يتحدث بعد ذلك عن الحداثة لغى، ويتحدث عنها في المفهوم الغربي ويقول قولاً سليمًا صحيحًا: إن الحداثة مذهب فكري - وهذا حقيقة - لكنه يقول: يسعى لهدم كل موروث والقضاء على كل قديم يتمرد على القيم والمعتقدات والأخلاق.
وبعبارة أخرى، إن الحداثة لفظة تدل اليوم على مذهب فكري جديد يحمل جذوره وأصوله من الغرب، بعيدًا عن حياة المسلمين، بعيدًا عن حقيقة دينهم ونهج حياتهم، في ظلال الإيمان والخشوع للخالق الرحمن.
ويقول: فهذا المذهب بدأ عند الغربيين عندما ثاروا على الكنيسة وتعاليمها التي لا تقبل التقدم الحضاري ولا تقيم له وزنًا.
وهذا الأمر بحث في الصباح عند الحديث عن العلمنة أو العلمانية. ثم يذهب بعد ذلك إلى الحديث عن الحداثة الأدبية وعن الحداثة في الشعر ويشير إلى مظهر من مظاهر هذه الحداثة وهو الغموض الشديد في هذا الشعر الحديث.
وقد نقل كثيرًا من الذين بحثوا في هذا الموضوع، ثم يقول: وهكذا انتهت الحداثة في النهاية إلى الجمع بين ضلالات البشر، فمن شيوعية مادية إلى داروينية تقول بأن أصل الإنسان قرد، وميثولوجية تنكر أن يكون الأصل في الأديان التوحيد.
ثم بعد ذلك يعود إلى الشعر وإلى قيمة الشعر العربي في ربط الحاضر بالماضي ويستشهد بأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مثل: ((إن من الشعر حكمة))
. ثم يذكر أيضًا قيمة الشعر الجاهلي لتفسير كتاب الله. ويورد قصصًا عن ابن عباس وعن نافع بن الأزرق، مما لا شك أنكم تعرفونه.
ثم بعد ذلك يرد على ما آلت الحداثة من ضلالات فيقول: أما الشيوعية فإنها معلومة عند الجميع وأن أهلها ملحدون لا يؤمنون بالغيب. ثم ينتقل بعد ذلك إلى الاستشهاد ببعض الأمثلة على سخافة الحجج التي احتج بها الشيوعيون.
وينادي بضرورة توجيه النشء توجيهًا سليمًا وبتصحيح البرامج الدراسية فيما يتصل بالعقيدة الإسلامية وإلى تخليصها من هذه النظريات الوافدة. ويؤكد أن من هدي القرآن أن التقدم لا ينافي الدين وضرب على ذلك أمثلة من التقدم الإسلامي في أثناء الحضارة الإسلامية.
ثم يتحدث عن العطاء الحضاري الإسلامي في أوروبا في القرون الوسطى ويقول: إن المسلمين في غنى عن تقليد الأوروبيين وإن كانوا يستطيعون الاقتباس من تطورهم العلمي ومن اكتشافاتهم التي أخذوا جذورها من المسلمين.
ثم بعد ذلك يتحدث عن أحكام الشرع وأنها جاءت لمصلحة الناس، وفي أثناء حديثه عن الشرع يتحدث أيضًا عن الحلول في الأمور التي تستدعي الحلول.