ويختم بحثه بقوله: وفي الأخير أعود فأكرر أن الحداثة فيما تهدف إليه من هدم كل موروث والتمرد على الأخلاق والمعتقدات الدينية، والقضاء على الأدب العربي وميزاته الشعرية بالإضافة إلى ما آلت إليه من ضلالات خطيرة؛ كاعتناق الشيوعية والداروينية التي تقول إن أصل الإنسان قرد، وميثولوجية التي تنكر أن يكون الأصل في الدين التوحيد. إن الإسلام يشجب ذلك كله ويواجهه برفض بات حاسم.
هذان البحثان حاولت بقدر ما أستطيع، وما وصل إليه جهدي أن ألخصهما دون أن أخل بأهم ما فيهما من عناصر.
البحث الثالث للشيخ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور، وعنوانه:(الإسلام بين مذهب الحداثة الشاملة وفقه التجديد البديل) وقد نبهني أن العنوان قد وقع فيه خطأ طباعي وذُكر في العنوان: (بين مذاهب الحداثة..) والصواب (بين مذهب الحدثة..) ، وكنت قد ذكرت له أن الحداثة ليس لها تعريف، وأن أهلها يتجنبون الدخول في تعريفات لها وحتى إنهم قالوا: إن لكل بلد حداثته، بل غالى بعضهم وقال في الحداثة الأدبية: إن لكل أديب حداثته.
الأستاذ الدكتور الفرفور أحسن كل الإحسان في تيسير الأمر عليَّ، فقد وضع في بداية بحثه فهرسًا لهذا البحث. فأولاً جعل للبحث مدخلاً عامًا، يقوم على ذكر بعض التصورات وتعريف المصطلحات، ومن جملة ما يقوله: إن خلاصة تصوره كما ثبت بالاستقراء هو: (تخلي الفكر الإنساني عن كل موروث وقديم وإبطال كل مقولات الماضي ونزع القدسية عنها، وإلغاء كل ما وراء الطبيعة إلغاء كاملاً - فهو هنا يصف الحداثة بطبيعة الحال - واستبعاد الأديان كلها، والشرائع السماوية والوضعية السابقة من الحياة) .