ثم يقول بعد ذلك: (أنكر إنسان الغرب الدين والإله والأخلاق والغيب واليوم الآخر والوحي والنبوات، وكل ما لا يدخل تحت الحس مباشرة، بل
وأعلن الحرب عليه، وجعله سبب التخلف من حيث جعل من مذهب الحداثة الشاملة هذا بهذا المفهوم سبب الترقي والتقدم لديهم) .
ثم بعد ذلك يتحدث عن منهجه في هذا، ويذكر في الباب الأول وعنوانه: (مذهب الحداثة الشاملة، ما له وما عليه) يقول: إن الحداثة الشاملة باعتبارها فكرًا ومذهبًا وعقيدة لها أسس وقواعد تقوم عليها فلسفتهم المادية هذه، وذكر بعد ذلك عشر نقاط منها:
١ - دعوى التناقض بين العقل والدين وبين العلم والدين.
٢ - نزع القداسة عن النصوص الدينية والطعن فيها واتهامها بالغموض والقصور والتخلف.
٣ - الطعن في الصحابة وعصرهم.
٤ - الطعن في السلف وتراثهم العلمي الحضاري ورفض مناهجهم.
٥ - الطعن في الشريعة وادعاء أنها مجرد عادات وتقاليد.
٦ - إلغاء فكرة الخلق الإلهي ونسبة الأفعال إليه بل إلى الإنسان.
٧ - التشكيك في جوهر الإسلام وحقيقته واتهامه بأنه يؤسس دولة عربية هي دولة قريش.
٨ - الأخذ بالمناهج الاستشراقية اليهودية.
٩ - دعوة حسن حنفي شيخ المستغربين في الوطن العربي إلى الإلحاد السافر وإلغاء الألوهية والوحي.
١٠ - الدعوة إلى الثورة على الإسلام دينًا وحضارة.
ويلاحظ هنا الارتباط الكامل بين الحداثة والحداثيين وبين العلمانيين - وأنا مازلت أفتح العين جريًا على ما ألفت في السابق وهي في ذلك تفسير ليس هنا مجاله على أي حال - وبين الحداثيين والمستشرقين والدراسات الاستشراقية ولاسيما اليهودية. ثم بعد ذلك يتحدث في المبحث الأول من هذا الباب عن تقدم العلم عند المسلمين وقال: إن في أوروبا حديثًا، وفصل، ويذكر المراجع هنا، الكتب والمؤلفين، ثم يتحدث عن أسماء بعض هؤلاء العلماء.