للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يتحدث عن أبرز عناصر الحداثة وأظهر ركائزها الأساسية، فيقول:

١ - مناوأة الدين بوجه عام والإسلام بشكل خاص.

٢ - تحكيم العقل في الإنسان وبكل ما يتصل به تحكيمًا مطلقًا دون أي ضابط.

٣ - الحرية المطلقة للإنسان وما انتهت إليه.

٤ - الأخذ بالعلم وحده وبمناهجه بعيدًا عن كل ما لا يخضع لقوانين العلم والتجربة.

٥ - الاعتقاد بحتمية التقدم والتطور المطلقين.

٦ - تمجيد الفردية المطلقة.

٧ - النفعية المحضة وهي نظرية البراغماتية.

ثم يتحدث بعد ذلك عن خطورة الترويج لمذهب الحداثة.

أما المبحث الثالث فهو يتحدث عن فقه التجديد (الدعوة إلى البديل الصحيح عن الحداثة) وهو فقه التجديد. وقد استأذنته قبل دخولنا هذه القاعة أن يعفيني من شرح هذا الموضوع الفقهي الدقيق. وإذا رأى معالي الرئيس أن الوقت يسمح لعله يأذن للدكتور الفرفور في أن يشرح هذا الأمر في دقائق معدودة.

البحث الأخير هو لهذا الماثل بينكم المتحدث اليوم الراجي عون ربه وقد استغرقته البحوث الثلاثة الأولى حقيقة، وأحس أني إذا عرضته من أوله سيكون حديثي تكرارًا يملُّني قبل أن يملكم، ولذلك أستأذنكم جميعًا في أن أقرأ آخر صفحة أو صفحة ونصف من هذا البحث الذي استغرق ما يزيد على سبع وعشرين صفحة.

في آخره أقول: إن الإسلام - وأرجو أن لا تسرعوا إلى اتهامي في شيء - بالفهم الصحيح له كانت الحداثة من بعض منهجه الشامل، وإن العلماء المسلمين هم آباء الحداثة الأوروبية بما نقلوه إلى أوروبا من منهج يقوم على ما منحهم الإسلام من حرية التفكير والتعبير والتجاوز عن الخطأ والسهو في البحث والاجتهاد - هذا العنصر الأول من عناصر الحداثة - وبتسخيره لهم ما في السماوات والأرض جميعًا منه تعالى، وما حضهم عليه من التفكير والتدبر والنظر واستعمال العقل وتحكيمه، وهجر الخرافات والأساطير، وبما دعاهم إليه من التعامل بالأسباب وتطوير الحياة وتقدمها، وبما هيأه لهم من تحرر الإنسان من عبوديته للإنسان وجعل العبودية لله وحده بغير وسيلة بشرية تفصل بين الخالق والمخلوق وتتوسط بينهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>