بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
لا يخفى على الجميع أن موضوع الحداثة كان الشغل الشاغل للكتاب، وخاض فيه الكثيرون من الكُتاب، ومن العلماء مَن يعرف ومَن لا يعرف. كُتبت الكتب الجادة، وكتبت المقالات والكتب الهزيلة المضحكة، وحيث إن غالب هؤلاء لم يعرف من الحداثة شيئًا ولم يعرف من مصادرها شيئًا، وإنما هي أصداء يقرؤها في الجرائد ويسمعها من المذياع أو في الفضائيات دون دراسة فاحصة ودون نقد موضوعي لها. ولهذا كان الأمل كبيرًا أن تكون الدراسات التي قُدمت عن الحداثة كان الأمل أن تشبعنا وتُقدم لنا مادة علمية موضوعية على مثل ما فعل أستاذنا الكبير الدكتور ناصر الدين الأسد، فكر صاف وموضوعية ونقد موضوعي دون تحامل أو تحيز، ودراسة فاحصة وممحصة نتمنى أن يكون كل من يتعرض لموضوع جديد على مثل هذا الفكر وعلى مثل هذه العقلية وعلى مثل هذا المنهج. هو في نظري المنهج المثالي الذي كُنا نتمنى أن البحوث التي قُدمت تتناولها هذا التناول الموضوعي العلمي الذي يقبله المثقف وذو العقل والخصم ويقبله كل أحد.
الشيء الذي كنت لا أريد التحدث عنه، ولكنه في نفسي كنت أتمنى أن ننجز دراسة جادة عن الحداثة كما رايتموها عند أستاذنا الكبير الدكتور ناصر الدين الأسد وبقية الأساتذة.
النقطة الأخرى. الواقع أن مجمعنا - جزى الله الأمانة فيه خيرًا - رسخ فينا أمورًا منهجية للبحث. فالبحث الذي يُقدم لابد أن يكون أصيلاً، بمعنى لم يسبق أن كُتب ولا يُنقل طباعة ويُضخم البحث به.