النقطة الأخرى الملخص للبحث. الكثيرون ربما نظروا إلى كثير من البحوث نظرات وتصفحات سريعة فحبذا كما قرر المجمع وأمانته أن يكون هنا ملخص للبحث، وهذا أمر موجود في المؤسسات العلمية. أيضًا يوضع في النهاية نتائج وملخص البحث ليعطي القارئ روح البحث، ونهاية البحث خصوصًا للمتعجل. الأهم من كل ذلك هو أن مجمعنا يُرسخ فينا تقاليد علمية ثابتة في المجامع العلمية. لو أن كل بحث له معقب، هذا المعقب يقرأ ويفحص البحث الذي يُقدم إليه فحصًا دقيقًا ونقدًا علميًّا موضوعيًّا منهجيًا ويُقرأ ذلك التعقيب. فعندئذ كل كاتب يكتب بحثًا يعرف أن من ورائه معقبًا. هذا المعقب يتتبع حسناته كما يتتبع سيئاته، يبين مزاياه ويبين عيوبه. أتمنى أن تكون في دوراتنا القادمة أن يكون لكل بحث علمي معقب، هذا المعقب يشترك في المسؤولية ويوفر على الكثير منا التعقيب السريع والنظرة العاجلة.
كما لا يخفى على الجميع أن مجلسنا هو محط الآمال ومعقل لآمال المسلمين في كافة القضايا وله كلمته الحاسمة، والآن وقد تعرض المجمع لموضوعين، هذان الموضعان شغلا الكثير من الفكر ومن الوقت، وهما:(العلمانية) و (الحداثة) . ومادام أن المجمع قد تعرض لهما فنأمل أن تخرج عن هذا المجمع دراسة علمية موثقة متأنية من كبار المفكرين الذين اشتهروا بالموضوعية وعدم التحامل:{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[المائدة: ٨] ، ولا أكتمكم أنني قرأت عنها، ولكن ليس مقتنعًا بهذه الكتابات.
أصبحت هذه الموضوعات: الاستشراق، العلمانية، الحداثة، كل واحد يكتب فيها لغرض من الأغراض ولهدف من الأهداف، ولكن أعلم أن البعض - ولا أقول كثير - يكتب وهو لم يقرأ كتابًا واحدًا ولم يعرف شيئًا عنها. وإنما يكتب فقط، وهو من الأعلام البارزين. أتمنى على هذا المجمع وقد تعرض لهذين الموضوعين أن يقدم دراسة متأنية لها أثرها العلمي في المحافل والمجامع العلمية، وأرجو أن يكون من بين هؤلاء الذين ينتدبون شخصيًا لهذا العمل معالي الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد. فأعتقد أن المنهجية التي سار عليها والفكر الذي توخاه يعتبر أنموذجًا لدراسات مثل هذه الأفكار. ونحن نتمنى أن تصدر عن هذا المجمع دراسات عن العلمانية وعن الحداثة بالصورة التي نأملها وتعتبر مصدرًا للجميع. وشكرًا.