بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أشكر الإخوة الباحثين على هذه البحوث القيمة والتي استمعنا إليها، ولكن أريد أن أوجه نقطة وأطلب أن تكون توصية في هذا المجمع الموقر، وذلك من واقع الممارسة، حيث إن المناهج التي تُعطى في معظم العالم العربي حول أوروبا الحديثة والنهضة الأوروبية كما علمناها للطلاب بأن النهضة الأوروبية هي انطلاق شامل لجميع ميادين الحياة الدينية والسياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية مع أنه كما قال أستاذنا الكبير ناصر الدين الأسد بأن هذا الخطر كان في الكنيسة، بدليل أن مارتن لوثر حينما عاش في الفاتيكان خرج منه محتجًا باسم البروتستانت كان أول ما طالب به زواج القسس والأشياء الأخرى. فأصبحت أوروبا في حيرة ماذا تعمل؟ هل تعود إلى الكنيسة؟ إن النظرة السوداء لهذه الكنيسة لا يمكن أن تعود لها، فماذا تعمل؟ لجأت إلى العقد الاجتماعي، فهذا (توماس هبس) يدافع عن الملكية دفاعًا شديدًا، وهذا (جون) يعارضه في ذلك.
وهكذا تطور الأمر في أوروبا حتى قامت الثورة الفرنسية فأصبح الطلاب في العالم العربي والعالم الإسلامي يؤمنون بأن الأخوة والإنسانية والحقوق نشأت من الثورة الفرنسية، وأن المفكرين الفرنسيين هم أنبياء الحرية، وهذا التعميم أصبح في ذهن معظم طلاب العرب كما لمسناه في الواقع، ونقول لهم بأن هذا شيء والإسلام شيء آخر، وأن العلماء الغربيين لو كانوا هم مسلمين وفهموا العقيدة الإسلامية لما وضعوا هذه الحلول وهذه النظريات وهذه القوانين.
فأريد أن أنوه لهذه النقطة كما سبق وإن تكلم الأستاذ الجناحي في الصباح بأن يكون هنالك تعديل في مناهج العالم العربي والإسلامي، بأن تكون هذه النقطة تؤخذ بعين الاعتبار لأن قليلاً من معلمي التاريخ من يعرف بأن هذا شيء والإسلام شيء آخر. فأرجو أن تؤخذ هذه النقطة بعين الاعتبار. وشكرًا.