للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ عبد الله بن بيه:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِّ وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.

أشكر الإخوة الباحثين، وأبدأ كلمتي بأن تحرير المصطلحات أمر مهم، وإن ما يأتي على الناس خطأ من وضع الأسماء على غير مسمياتها. فهذه جمل ذكرها علماؤنا في تعاملهم مع المصطلحات. وقالوا: إن خطأ الدليل يأتي من جعل اللفظ المشترك متباينًا أو من جعل المتباين مترادفًا.

نحن أمام مصطلحات جديدة فهي مصطلحات غربية غريبة. من هذه المصطلحات، كما استمعنا إليه في الصباح، مصطلح (العلمانية) أو (المتعالمة) أو (التعالمية) ، لأنها في الحقيقة تريد أن تنسب نفسها للعلم وهي ليست من العلم في شيء، فهي من باب (التعالم) وليست من باب (العلم) . فينبغي أن نخرج بمصطلح، قد يقول الناس: إن هذا شيء تافه، المجمع يجتمع ليخرج بمصطلحات. معركة المصطلحات هي معركة مهمة جدًا لتحديد مضمونها ومحتواها.

ثم في المساء تحدثنا عن (الحداثة) .

أولاً: بالنسبة للتعالمية يبدو لي أنها لا دينية أو لا مقدسة، وهذا ما تفسره الحضارة الغربية في الحقيقة عندما نعود إلى أصولها. أما الحداثة ففيما يبدو لي مع أن الإخوة درسوها دراسة شاملة كاملة لكن المظهر الأساسي من مظاهر الحداثة هو مظهر أدبي. بمعنى العلاقة باللغة أو ما يسمونه بتفكيك النصوص، وتفكيك النصوص هذا لا يستثنى منه أي نص وبالتالي يعتدي على النصوص المقدسة، وعندنا قديمًا العلماء بحثوا في مسألة اصطلاحية اللغة وعدم اصطلاحيتها، وقالوا: إن ذلك لا يجوز، تغيير اللغات لا يجوز إذا كانت الألفاظ تتعلق بالنصوص الشرعية، فبعض العلماء قالوا: لا يجوز، وبعضهم يرى أن مسألة تفكيك النصوص وإعادتها إلى سياقها التالي هي من المسائل الكبرى التي - في رأيي - يجب أن تدرس بغض النظر عن المسائل الأخرى، لأن بعض الإخوان طرحوا الحداثة بالمعنى اللغوي، وهو تفسير لمدرسهم باللغة الفرنسية، وهذا الأمر أعتقد لا يختلف فيه كثيرًا. إن التحديث أو إصلاح الأوضاع أو توكيد الأوضاع أو التجديد في ضوء الشريعة أمر مرغوب فيه وهو أمر ينبغي أن ندرسه. من ناحية النظرية الغربية لابد أن ندرسها بكاملها، وأرى من الناحية التنظيمية أن نضع قائمة لهذه البدائل. فقد رأيت كثيرًا من هذه البدائل اشتبكت في دراسة الحداثة وقد لا تكون ذات صلة حميمة بالحداثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>