للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النظريات الفلسفية الغربية، التي تنافي الدين، من المعلوم أن الغرب عنده ما يسمى بالعالم المكتفي بنفسه، أي أن هذا العالم لا يقسم عنه بشيء خارج عن العالم. فيفسرون ظاهرة بظاهرة وإذا لم يجدوا تفسيرًا لظاهرة ما وقفوا متحيرين بمعنى أنهم لا يضعون مكانًا لله - جل وعلا - في تفسير ما يجري في الكون. وهذا ما يسمى بنظرية العالم المكتفي بنفسه، المهم أنها نظرية خطيرة مثيرة.

هناك عندهم ما يسمى بالنسبية؛ أي أن كل شيء نسبي، لكن حتى في العلوم البحتة هناك نسبية كما يقول إنشتاين، لكن النسبية أيضًا تتجاوز إلى العقائد. كل شيء نسبي. عندنا أمور مطلقة لا يمكن تقييدها ولا يمكن أن تكون نسبية، بل هي صالحة كما بالأمس كما هي صالحة اليوم وصالحة غدًا أيضًا.

باختصار يبدو لي أن الذي يمس بشكل حميم وله صلة بما نحن فيه هو تقديم بحوث عن التجديد في الإسلام، والتجديد كلمة ليست دخيلة بل هي معروفة في الإسلام في مسألة: ((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها))

وهو حديث أخرجه جماعة من الحفاظ.

فهذا التجديد موضوع مهم جدًا، وإذا قدمنا أسس التجديد في الشريعة من مقاصدها ودلالاتها اللغوية - دلالات منضبطة وليست دلالات الحداثة التي لا تنضبط - من دلالاتها المنضبطة حوالي أربعين دلالة، أي من دلالاتها المنضبطة ومن مقاصدها أيضًا والتي ضبطها العلماء سواء ما يتعلق بالمقاصد الثلاثة أو في المقاصد الأخرى ومن قواعدها أيضًا يمكن أن نقدم خدمة كبيرة وبالتالي نرد في نفس الوقت على مسألة الحداثة والتحديث.

إني موافق على تكوين لجان، وموافق على تقديم بحث متكامل، يقدمه أهل الاختصاص من المفكرين الذين يمكن أن يقدموا تصوراتهم أساسًا ويقدم الفقهاء جانبًا آخر بصفتهم أهل الاختصاص.

وشكرًا. والسلام عليكم ورحمة الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>