للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدكتور عبد الله بن عبيد:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

شكرًا فضيلة الرئيس وشكرًا للإخوة الباحثين.

تعليقي فيما يتعلق بالحداثة هو أنها من المصطلحات الحديثة، ومن المصطلحات البراقة. كما استخدم لفظ العلمانية استخدم لفظ الحداثة، والشباب يتعلقون بهذه المسميات.

الحداثة ذات معنيين: المعنى الأول: التجديد في الطرح والتجديد في العرض مع البقاء على القواعد والأصول والضوابط، وهذا أمر ممدوح ولا تعليق عليه. ولا أعتقد أن المجمع يناقش هذا المفهوم كما أشار إليه الأستاذ ناصر الدين الأسد، لكن لعل المقصود هو الجانب الآخر من الحداثة وهو الحداثة المتعلقة بالأدب وبالنقد الأدبي، والمتعلقة بالشعر والنثر وما تم طرحه على الساحة الإسلامية من هذا المنطلق.

من هنا الحداثة تتعلق بالإيغال في النص وقداسته وتعدد مفهومه. الطرح المتمرد أو المتجرد عن، ومن، الدين والأخلاق، هذا قام به أفراد منعزلون عن المجتمع، ولا أقول جماعة ولا أقول فئة، لأن لكل منهم مفهومه. هؤلاء المنعزلون عن المجتمع دينيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا، أفراد استوحوا أفكارهم من جوهم الخاص ومن إطارهم المحدود المنقطع عن البيئة. أفراد منكفئون على ذواتهم. لكل بلد بل لكل شخص حداثته. لهذا نجد صعوبة في قراءة هذا الإنتاج، كما يجد الحداثيون أنفسهم صعوبة فيه، لأن الهدف هو الخروج عن المجتمع وتقاليده، فهي عامل هدم وليست عامل بناء، فأصبح القارئ لا يفرق بين ما يكتبه مسلم أو غير مسلم.

لهذا أتقدم باقتراح يتعلق بالتحذير من الحداثة التي هذه أوصافها، وفي ذات الوقت حث الأدباء والشعراء والنُقاد على الانطلاق في العرض والطرح من مبادئ الإسلام الحنيف. كما أود أن يخرج هذا الاجتماع بتشكيل لجنة لدراسة هذه الظاهرة دراسة يشترك فيها من ألمَّ بها ومارسها وانصرف عنها وهم كثير.

وشكرًا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>