وصدر عن مؤتمر القمة الثالث القرار ٨ /٣ بإنشاء مجمع الفقه الإسلامي العالمي، وفي المؤتمر التأسيسي للمجمع المنعقد بمكة المكرمة أيضًا، من ٢٦ إلى ٢٨ شعبان ١٤٠٣هـ، الذي حضره ممثلون عن إحدى وأربعين دولة، ألقى رئيس المؤتمر خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، حفظه الله، خطابه المنهجي الرئاسي الخالد، الذي توجه به إلى الأمة الإسلامية قاطبة من خلال ممثليها، من مسؤولين وعلماء وفقهاء وحكماء في مختلف البلاد الإسلامية، وقد جمع هذا الخطاب الرئاسي فرائد جمة أبرزها:
التأكيد على أن بناء الوحدة الإسلامية لا يمكن إقامته ولا تجديده بين أفراد الملة إلا بالتمسك بالعقيدة الإسلامية، جوهر الوحدة وأعظم مقوماتها.
وأن الدين الإسلامي متمسكنا، لهو أكمل الأديان وأجل النعم، وخير ما اختاره ورضيه الله لنا في هذا الوجود لنيل الحسنيين وبلوغ السعادتين، فالإسلام دين يخاطب العقل، ويناهض التخلف، ويشجع حرية الفكر، ويستوعب منجزات العصر، ويحض على متابعتها، كما أنه يضع قواعد السلوك الإنساني، فينظم العلاقات الاجتماعية والدولية على أساس التراحم.
وأن في بيانه للناس وتجلية حقيقته لهم، وفي الالتزام به، حكامًا ومحكومين، لحقنًا للدماء، وحفظًا للأموال، وصيانة للأعراض، ونشرًا للرحمة والأمن بين أفراد ملتنا، وتمكينًا لهم من مواجهة كل الأخطار والتحديات إذا ما تداعت الأمم على حضارتنا وتراثنا وديننا.