للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويخطر بالبال أن كل من عبر من المصلحين والقادة في عصرنا عن المسلمين باسم (الجماعة الإسلامية) ؛ فقد رام التركيز على هذه القومية الإسلامية، والأمة الواحدة التي فرضها الله ورسوله على المسلمين.

ونعتقد أن تكرار صيغة الجمع بكثرة، تعبيرًا عن المؤمنين في الخطابات القرآنية، وفي الأدعية والأذكار والعبادات، وفي طليعتها سورة الحمد التي يقرؤها كل مسلم في صلاته ليل نهار مرات مخاطبين الله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) } [الفاتحة: ٥ - ٦] ، هذه الصيغة تمرين وتدريب لفكرة الأمة الواحدة والقومية الإسلامية، ومصداق لقوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: ٩٢] بالجمع بين القومية الإسلامية وعبادة الله تعالى.

وقد جاء في دعاء الإمام السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام: (اللهم صلِّ على محمد وآله، وحصِّن ثغور المسلمين بعزتك، وأيِّد حماتها بقوَّتك، وأسبِغ عطاياهم من جِدَتك ... وكثر عدتهم، وأشحذ أسلحتهم، واحرس حوزتهم، وامنع حومتهم، وألِّف جمعهم، ودبِّر أمرهم، وواتر بين ميرهم، وتوحد بكفاية مؤنهم، واعضدهم بالنصر، وأعنهم بالصبر، والطف لهم في المكر - إلى أن قال - اللهم وقوِّ بذلك محال أهل الإسلام، وحصِّن به ديارهم، وثمِّر به أموالهم، وفرغهم عن محاربتهم لعبادتك - إلى أن قال - اللهم اغزُ بكل ناحية من المسلمين على من بإزائهم من المشركين - ثم يُسمي الأعداء مما يشهد بأن الإمام كان خبيرًا بأوضاع المسلمين وأعدائهم - فقال: اللهم واعمم بذلك أعداءك في أقطار البلاد من الهند والروم والترك والخزر والحبش والنوبة والزنج والسقالبة والديالمة وسائر أمم الشرك، الذين تخفى أسماؤهم وصفاتهم، وقد أحصيتهم بمعرفتك، وأشرفت عليهم بقدرتك) .

<<  <  ج: ص:  >  >>