نعم؛ توقف السيد في سني آخر عمره بإسطنبول داعيًا إلى الاتحاد الإسلامي، واجتمع حوله جماعة من مريديه وتلاميذه، وكان لهم جهود جبارة في هذا المجال، ولكن لا تُعلم خطته في تحقيق هذا الاتحاد، هل كان بصدد إدغام الأقطار الإسلامية في بلد واحد تحت ظل خلافة عبد الحميد، أو كان همه بعث الأمة الإسلامية في وجه العدو الأكبر حينذاك، إنكلترا، أو غيرها من الأهداف.
والذي لا يُنكر من تأثير السيد في العالم الإسلامي أنه أيقظ أعين المسلمين وحيى بهم ليقوموا صفًّا واحدًا أمام الاستعمار والغرب، ويجددوا أنفسهم وشخصيتهم ويرجعوا إلى مجدهم الأول.
ثم إنه في إيران ومصر وإسطنبول، ولعله في غيرها؛ دعا إلى سلطة قانونية، ونحن نعلم أن أنصار تحكيم نظام القانون - أي المشروطة - في إيران كانوا من تلاميذ السيد، حيث زار إيران مرتين أو ثلاث مرات.
وأيضًا هذه الفكرة والتي قبلها، مع فكرة فتح باب الاجتهاد، رسخت بين تلاميذه في القاهرة، وفي طليعتهم صديقه وتلميذه الإمام الشيخ محمد عبده، فإنه إلى جانب أعماله السياسية والعلمية وإصلاح الأزهر، كان يهتم بفتح باب الاجتهاد، وهذا الأمر مشهود بصورة واضحة في تقريراته في تفسير القرآن كما جاء في (تفسير المنار) .