للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الثاني

فضائل الأخوة الإسلامية

ذكرنا في المبحث الأول أن الأخوة في الإسلام صفة ملازمة للإيمان مقرونة مع التقوى، لذا جعل الله لها من الكرامة والفضل وعلو المنزلة ما يدفع المسلمين جميعًا إلى التحقق بها، والحرص عليها، عسى أن يكونوا من المؤمنين الأطهار، والمتقين الأبرار، والأصفياء الأخيار، وقد وردت في فضائلها أحاديث وآثار كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: أولًا: جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه، قال أين تريد؟

قال: أريد أخًا لي في هذه القرية.

قال: هل لك من نعمة تربها عليه؟ (أي تقوم بها وتسعى في صلاحها) .

قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى.

قال الملك: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)) (١) .

ثانيًا: وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؛ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)) (٢) .

ثالثًا: السبعة الذين ورد ذكرهم في الحديث: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)) (٣) .

رابعًا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من عباد الله لأناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى)) .

قالوا: يا رسول الله، تخبرنا مَن هم؟.

قال صلى الله عليه وسلم: ((هم قوم تحابوا بروح الله بينهم، على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، والله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس)) (٤) .


(١) رواه مسلم.
(٢) رواه مسلم.
(٣) متفق عليه.
(٤) رواه أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>