فبين أن معنى الحوار هو الكلام المتبادل بين طرفين في أسلوب لا يقصد به الخصومة. وبهذا يختلف عن الخصام والتنازع.
وأورد تعريفات لألفاظ ذات صلة بمصطلح الحوار مثل: الجدال والمناظرة والمناقشة والمماراة. وبين أن الحوار مشروع فقد جاءت منه نماذج كثيرة في القرآن الكريم منه حوار الله - عز وجل - مع ملائكته الكرام في خلق آدم، ومنه حوار نبي الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - مع ربه حينما قال: أرني كيف تحيي الموتى، وحوار سيدنا موسى مع ربه في الرؤيا، وحوار سيدنا عيسى مع ربه، وحوار صاحبي الجنتين، وحوار إبراهيم وابنه إسماعيل الذبيح، وحوار قارون مع قومه، وحوار نوح وشعيب، عليهما السلام، وحوار ابني آدم قابيل وهابيل.
وبين أن القرآن يعبر عن الحوار أحيانًا بـ (الجدال) ، وأن مجادلة أهل الكتاب مأمور بها بأن تكون بالحسنى، وأن الجدال منه محمود ومنه مذموم، فيكون محمودًا إذا كان لإثبات الحق وإبطال الباطل ويكون مذمومًا إذا كان للمناحرة والعداوة أو للتعنت والمراءاة.
ثم بين أن القرآن ذم، ثلاثة أنواع من الحوار وهي المجادلة بالباطل لدحض الحق، والمجادلة بغير علم أو برهان، والمجادلة في الحق بعد ظهوره.
وبين بأن آداب الحوار أمور كثيرة تصل إلى ثمانية عشر أمرًا وهي: التقوى والإخلاص والوقار والحلم والعلم، وأن يكون الحوار في المسائل الواقعية وليس في أمور متخيلة، وأن يكون قائمًا على الابتعاد عن الإعجاب والغرور، وأن يكون المحاور مؤمنًا على مناظره محترمًا له متشوفًا إلى ظهور الحق على لسانه.
وأشار أخيرًا إلى استبعاد الحيل في الحوار كأن يستخدم ألفاظًا لا يفهمها الطرف الآخر ولا يقدر على الرد عليها أو أن يخرج عن السؤال أو أن يلزم بأمور ليست لازمة لمن يحاوره، ويلتفت عنه أو يعرض أو أن يتوجه إلى الضعيف من أقواله. فكل هذه حيل يجب استبعادها من الحوار حتى يكون حوارًا وجدالًا محمودًا.