ثم بين منهجية الحوار بأنه الرجوع إلى كتاب الله - عز وجل - وأن تكون ذات هدف، وأن لا يكون فيها نقل للأمور الظنية لجعلها قطعية بل يجب الحفاظ على خصائص هذه الأمور.
وأورد في الأخير خاتمة بعدما تصعيد الفروع إلى الأصول، لأن ذلك يمزق الوحدة، وأنه يجب الخروج عن البعد التاريخي للخلافات بين الأمة الإسلامية فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.
وكما قال الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز حينما سئل عم وقع من فتن في صدر الإسلام فقال: تلك أمور طهر الله بها سيوفنا فنطهر بها ألسنتنا. أو كما قال. فيجب البعد عن هذه المعطيات التاريخية لأنها تعزز الفرقة وتزيد من التباعد.
ثم دعا إلى اطلاع كل طرف على ما عند الآخر حتى لا يكون هناك إبهام ولا غموض.
والبحث الأخير: بعنوان (الوحدة الإسلامية) ، كتبه الدكتور حسن بن محمد سفر. بين فيه أهمية الوحدة ومقوماتها ومفمومها ومشكلاتها. وبين أن مفهوم الوحدة الإسلامية مهم جدًّا في الإسلام، فلم تضف الوحدة إلى الأمة، ولم يأتِ نص بوحدة الأمة الإسلامية وإنما جاء صفة لها (إن هذه أمتكم أمة واحدة) . وإن الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ بتعزيز هذه الوحدة حينما آخى بين المهاجرين والأنصار، وحينما صاغ وثيقة المدينة التي قامت بها الدولة الإسلامية. ثم بين أن الوحدة لا تنافي الاعتراف ببعض الخصائص المميزة للشعوب بما لا يجعل الأمر فرقة، فلكل شعب خصائصه ولكل قبيلة رايتها، فحتى في الجهاد كانت القبائل تحمل راياتها للحفاظ على ما بين هذه القبائل من نخوة ومن عادات في القتال. فلابد من الاعتراف بهذه الخصائص بشكل لا يؤثر على الوحدة. فاجتماع الأسرة الواحدة لا يعني ذوبان أفرادها وكذلك المجتمع، وكذلك الأمة.