للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ حسن الجواهري:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه الميامين.

بالنسبة لما ذكره الأستاذ الدكتور عبد الستار أبو غدة من أن المقرر لدى الإمامية أن لأقوال الأئمة حجية سوى حجية الإضافة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم، ولو سمي ذلك أحيانًا بالاجتهاد فضل الاجتهاد بمعنى آخر.

طبعًا أنا لا أقول بأنه لا يوجد قول بذلك ولكن أنكر أن يكون ذلك هو المقرر لدى الإمامية، بل هو قول ضعيف جدًا والمقرر عند علمائها ومراجعها كسيدي الشيخ الصادق، وسيدي الخوئي، والمراجع الحاضرين وغيرهم يقولون بأن التشريع قد انتهى بانتهاء عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: ٣] ، والموجود في روايات كتب الإمامية جملة واحدة تبلغ حد التواتر الإجمالي على الأقل تقول بأن ما يقوله الأئمة هو عن آبائهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليسوا هم بأهل رأي واجتهاد، بل ما يقولونه مسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آبائهم.

طبعًا العادة الجارية عند العلماء - مثل الإمامية - ذكر الروايات عن كتب متقدمة عليهم بمئات السنين إلا أنهم يذكرون في آخر الكتاب ويذكرون السند إلى أصحاب هذه الكتب. فالأئمة صرحوا برواياتهم الموجودة التي تبلغ حد التواتر الإجمالى على الأقل بأن ما يقولونه هو عن آبائهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس هو رأي اجتهاد وليس هو حجة بنفسه مع قطع النظر عن وصوله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد تكونت الشريعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يمكن لأحد أن يُشرع بعد زمان انتهاء عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا ما عليه طائفة الإمامية اليوم بعلمائها ومراجعها وإن كان هناك قول فأظن - والله أعلم - أنهم يقصدون أن ما يقوله الأئمة هو رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا سندها عن آبائهم المعصومين الصادقين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما ما ذكره الأستاذ أبو غدة أيضًا من نسبة هذا القول إلى مؤلف في الفقه الجعفري فهو أمر عجيب، إذ لا يحسن أن يذكر هذا القول المهم وينسب إلى مؤلف في الفقه الجعفري ليس له حظ من الاجتهاد والعلم. كان من المفروض أن يذكر الآراء الموجودة عن علماء الإمامية الحاضرين الذين يصرحون بأن عهد التشريع قد انتهى بانتهاء عصر الرسالة، والموجود من أقوال الأئمة هو رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>