للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ مجاهد الإسلام القاسمي:

بسم الله الرحمن الرحيم

ليست لدي أي ملاحظة على البحوث المقدمة، وأشكر الباحثين لأنني استفدت منهم وسأستفيد إن شاء الله. لكن هذا الموضوع موضوع مهم، وكل شخص موكول بشيء، فنحن في الهند الآن مهتمون بقضايا توحيد الأمة الإسلامية ومعرفة أسباب التفرق بينهم، ومنها قضية التفرقة، فنحن في الهند مهتمون الآن بقضايا توحيد الأمة الإسلامية ومعرفة أسباب التفرق. ومن ذلك التفرقة بين المسلمين حسب النسب. فكما تعرفون ينقسم المشركون في بلادنا إلى أشراف وأراذل وتنقسم كل فئة بدورها إلى خمس طبقات، وهي تقسيمات فرقت بينهم وتأثرت بها سياستهم، فغدت الأحزاب منقسمة بين هذه الفئة وتلك وهذه الطبقة وتلك.

أما الإسلام فرغم تأكيده على: كلكم بنو آدم وآدم من تراب، فإن المسلمين وقعوا فريسة لهذا التقسيم حسب النسب، وهو ما يسبب لهم الآلام والضعف في مواجهة أعدائهم.

والأمر الثاني: وهو مؤلم جدًا كذلك، للأسف، هو التفرقة بين المسلمين باسم المذاهب الفقهية. فكما نعرف أيها السادة إن الاختلاف بين الأئمة والاختلاف في مستنداتهم ليست هي التفرق بل كل مجتهد قد يخطئ وقد يصيب، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد. فمثلًا الذين يتبعون الإمام أبي حنيفة أو الإمام مالك أو الشافعي أو أحمد بن حنبل أو غيرهم من الأئمة يعرف أن الظن الغالب أن هذا حق، ولكن يمكن أن يكون هذا خطأ، وإذا خالفنا أي رأي باجتنابه فنظن أنه خطأ غالبًا ويمكن أن يكون صوابًا.

هذا الاختلاف هو في الأمور الاجتهادية، وليس سببًا للتفريق فيما بين المسلمين. لكننا الآن في مصيبة كبرى، فنحن نتخاصم فيما بيننا، فقراءة الفاتحة خلف الإمام، أو الجهر بـ (آمين) أو الإسرار بها!! مشكلة قديمة في بلادنا، ولعله في بلاد أخرى أيضًا، وأذكر أن مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي قد أصدر قرارًا في هذا الموضوع، وأيضًا في السنة الماضية أصدر مجمع الفقه الإسلامي قرارًا هامًّا. أرجو من المجمع في إعلان البحرين البيان لجميع المسلمين في العالم أن لا يتفرقوا على هذا الأساس. وكل مذهب فقهي. ليس هذا بين المذاهب لا. ففرق بين الإسلام والكفر. فهذا الاختلاف والاجتهادات لا مساس لها في الدين.

أرجو من سيادة الرئيس والأمين العام وهذا المجمع أن يدعو جميعًا إلى توحيد كلمة المسلمين في العالم كله ويعلنوا إعلانًا هامًّا لتوحيد الكلمة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>