للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأستاذ عبد اللطيف الجناحي:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

شكرًا سيادة الرئيس والشكر موصول لأصحاب الفضيلة الباحثين على هذه الأبحاث الطيبة في هذا الموضوع الهام الذي يطرح في وقت حاسم من تاريخ أمتنا الإسلامي، وأحسنت الأمانة العامة صنعًا في اختيار الوقت وتحديد المكان.

نحن أيها الإخوة الكرام في عصر التكتلات وعصر أطلق عليه عصر الكوكبة أو العولمة الذي أطلق لها بُعيد الحرب العالمية ذلك، وهي دعوة غربية أطلقت بعد اشتداد عضد الدول الغريبة، قوامها التكتلات الاقتصادية ودمج القوة ليتم التمكن والتحكم في الاقتصاد العالمي بسبل قوة الوحدة والتكتل للقوة العسكرية. ومهد للعولمة بتفكيك العالم الثالث وأمتنا الإسلامية ضمن هذا العالم. كما مهد لها بإلغاء الحواجز وتذويب القوانين الحامية لاقتصاديات البلدان الأخرى من الغزو الخارجي، ومحاولة إزالة الخصوصية الفكرية والثقافية للأمة.

إذن نحن أمام غزو منهجي بدون مخالب تأثيره كبير وعظيم على أمتنا، على اقتصادنا، على ثقافتنا، على تراثنا، وعلى وحدتنا.

وخير مواجهة لهذا الغزو حماية البيت من الداخل وتبصير الأمة بتعاليم دينها وتوحيد صفوفها، ولا يتم ذلك بعقد المؤتمرات رغم أهميتها وإنما بوضع منهجية موضوعية يُقدر فيها دور كل مسلم فيُوظف أينما كان توظيفًا حسنًا. وفوائد الإنسان المسلم المتمسك بدينه المؤمن بربه المعتز بقدرة أمته هي خير سياج أمني للأمة بأجمعها، ولن ننجح في لكم إلا إذا كانت لنا استراتيجية واضحة وخطة إذا قُبلت ألزمت. ومحاور مثل هذه الاستراتيجية الوحدوية تتركز في آليات أهمها:

أولًا: تأسيس التعاون المشترك بين المسلمين أينما كانوا على البسيطة ووضع قواعد لذلك التعاون وتذويب الخلافات المذهبية.

ثانيًا: تأسيس سوق إسلامية مشتركة بين دول العالم الإسلامي.

ثالثًا: وضع خطة للاكتفاء الذاتي قدر الحاجة لا يكون مستقلًا أبدًا، ويجب أن يتعدى ذلك الاكتفاء في الحاجيات ويمتد إلى الدفاع عن وحدة الكلمة ووحدة المصير ورفع العدوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>