بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.
لقد كفاني الإخوة الذين تحدثوا من قبلي أمر شكر الباحثين وشكر الأستاذ عبد الستار أبو غدة في عرضه لهذه الأبحاث بصورة قد لخصتها تلخيصًا جليلًا، وقد كشفت عن محتواها كشفًا كريمًا.
موضوع الوحدة الإسلامية يشعر الإنسان بأنها في القلب وهي مفقودة ويا ليت أمنية الأكابر والأصاغر والعالم والجاهل والمرأة والرجل أن يرى قبل أن يموت أمة إسلامية موحدة ليس لها ما تعلنه الجرائد يوميًّا عن اقتتال المسلمين إذا لم يكن بالسيف والرمح فبالحرب الباردة. الأمة الإسلامية تتعامل مع الأمة الإسلامية كما يتعامل العدو مع العدو بكل الحذر والتخوف والاستعداد لمقاومته في يوم من الأيام.
الحقيقة أن هناك مشاعرًا أحس بها وهي أنه عندما يكون إنسان مسلم في أمة إسلامية إذا سمح له بالدخول إلى بلد إسلامي معنى ذلك أن هنالك قيودًا مترتبة على هذا الأمر.
الإنسان عندما يكون في بلد إسلامي لا يشعر بالارتياح الذي يشعر به وهو في بلد أوروبي وأقول هذا بكل مرارة، لكن هذا أحس به، فالقادم من بلد أوروبي عندما يحدثك عن تلك البلاد وعن المواساة والإنسانية التي يجدها في تلك البلدان إذا قابلتها مع من ذهب إلى بلد إسلامي وما وجده تجد أمرًا عجيبًا. في الواقع ليس الإسلام سببًا في ذلك الإسلام بريء من هذا، السبب في ذلك هم المسلمون، والعلاج يتطلب أن يتفطن المسلمون للأسباب التي أوصلتنا إلى هذا. أنسينا أن من حقوق الإنسان مقاومة التعصب. أي تعصب؟ التعصب الديني. يعني القومية التي تقوم على المساكنة والمعايشة والاجتماع في وطن واحد ولغة عربية هي التي يجب أن تقدم على الدين، وتتكلم وتقول هذا أخي في الدين وهذا بلد يجمع بين أفراده واحد وأخوة إسلامية، هذا يعتبر من التخلف وبُعد عن تطور العصر. إلى متى يبقى المسلمون صامتون عن مثل هذه الأمور ولا يعلنون أن للغرب دينهم ولنا ديننا؟ الغرب عنده قضية العلمانية بمعنى أنه يهاجم الدين، نحن ليست لدينا مشكلة مع الإسلام. فلماذا نبعث أبناءنا إلى الغرب ليأتونا بهذه القرارات ويؤيدوها؟! هذا العامل الأول.