بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لدي عدة نقاط منها:
أولًا: من المهم التفريق بين المذاهب والأتباع وأئمة المذاهب، ينبغي ألا نترك المذهب إلى خلاف بين أشخاص أو وفق سياسات متغيرة سواء كانت من قِبَل الجماهير لدى المذهب أو من قِبَل أئمته، وأتباعهم الذين نتج عنه. فقد يكون بعض هذه المذاهب نتيجة لتوجيهات سياسية أو فكرية معينة، إلا أن الأمة تتطلع من علمائها إلى ألا يكونوا أداة في يد المتغيرات السياسية. الأمة ترقب العالم أكثر من غيره لأنه يقول قال الله عز وجل، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم، أما المتغيرات السياسية فهو وفقًا لمصالحه قد تكون في هذا التوجه لهذا اليوم وتكون غدًا في توجه آخر. لا يلتزم الثبات فالثبات أخو المتغيرات.
ثانيًا: ينبغي عدم تأصيل التفرق من أجل تجاوزه، يجب عدم تأصيل التفرق بين المذاهب وإنما تجاوزه ومعالجة ما يتعلق بالاختلاف - خصوصًا بين السنة والشيعة - في مجال السنة النبوية من حيث مصادر التلقي وفق ما اختاره أحد الإخوة ومن خلال لجنة تتفرع من هذا المجلس.
أود في النهاية أن أؤكد على أن هذا المجمع الكريم تتوافر فيه صفات لا تتوافر في أي مجمع آخر، فهو منبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي التي وافق على إنشائها قادة الدول الإسلامية، ومن يمثلوه هم مرشحون من تلك الدول أيضًا. لذا فإن ما ينبغي التوصل إليه يجب أن يأخذ بعين الاعتبار للتطبيق عند تلك الدول. ومن هنا تبرز أهمية انطلاق الكثير من الحلول لمشاكل الأمة الإسلامية من هذا المجمع، وعلى عواتقكم أيها الإخوة الأفاضل تقع هذه المسؤولية، فأنتم أمام أمتكم وقبل ذلك أمام قيادتكم وأمام ربكم مسؤولون عن ذلك.