للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ محمد علي التسخيري:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله وصحبه.

قبل كل شيء أود أن أعلن فرحي بهذا الجو الأخوي والموضوعي الذي يسود هذه المناقشة والدراسة، الحمد لله تعالى. وأن أشكر أخي الدكتور عبد الستار أبو غدة على هذا التلخيص الطيب والمقال الجيد.

لا أريد أن أدخل في قضية الوحدة وهي خصيصة هذه الأمة فهي خصيصة قرآنية إذا فقدناها فقدنا إحدى أهم خصائصنا، وإنما أشير إلى نقاط سريعة والوقت قد تأخر.

النقطة الأولى: وددت لو أضاف أخي كاتب بحث الحوار وأدبيات الحوار إلى شروط الحوار بعض الشروط الأخرى وهي، أولًا: ما نسميه في لغتنا العلمية بتحرير محل البحث. فما أكثر الحوار حول قضايا متنازع عليها يعود النزاع فيها لفظيًّا.

والنقطة الثانية: أن يكون الحوار بين متخصصين في موضوع الحوار. فلا معنى لأن ندخل في حوار في وسائل الإعلام العامة مع أناس لا تخصص لهم في قضية فقهية أو أصولية أو ما إلى ذلك. هناك شرط وهو أن يكون طرفا الحوار من أهل تخصص البحث.

النقطة الثالثة: قضية التهويل. من الأمور التي يستغلها البعض كما كانوا يشركون فيستغلون هذا التهويل، يريدون عقلًا جمعيًّا، ويوجهون الاتهام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي جو التهويل لا يمكن أن يستدل إنسان بأولًا وثانيًا وخامسًا، في جو التهويل لا سبيل إلا حذف هذا العقل الجمعي والعودة إلى الذات والهدوء والاطمئنان {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ} [سبأ: ٤٦] ، التهويل كان قويًّا ضده عليه أفضل الصلاة والسلام. إذن هذه النقاط ينبغي أن تضاف حتى يكمل هذا البحث القيم.

النقطة الرابعة: ما تفضل به الشيخ الجواهري هو الرأي العام السائد، وينبغي أن نأخذه بكل جد، أئمة أهل البيت يعتبرون أنفسهم مطيعين لرسول الله ومقتدين بسنته، وإذا نقلوا شيئًا أو ينقلونه بدقة سندهم عن آبائهم. هذه نقطة أؤكد عليها وينبغي أن نأخذها بالحسبان، لا يمكن أن نطلب من إنسان أن يكون خلاف ما يؤمن به أو نتهمه بأنه يقول خلاف ما يؤمن به.

<<  <  ج: ص:  >  >>