- إن هذه الموجة التي تجابه الإسلام متمثلة في المذاهب الإلحادية كالشيوعية والماسونية والعلمانية تجعل الدين عدوًّا لها، ولذلك فهي تخطط لنسف الأديان جميعها، وهذا ما يتنافى مع الطبيعة الإنسانية وبنية المجتمعات، إذ لا يمكننا أن نتصور وجود أمة بغير دين مخالفين الطبيعة الإنسانية المفطورة على الدين بشهادة علمائهم.
حيث يقول أحد المؤرخين (بلوتارك) : (من الممكن أن توجد مدن بلا أسوار وبلا ثروة وبلا آداب وبلا مسارح، ولكن لم يَرَ الإنسان قط مدينة بلا معبد، أو لا يمارس أهلها الصلاة) .
- إن تاريخ الإنسان هو تاريخ الإيمان وليس تاريخ الإلحاد ... ولهذا قال بعض الباحثين: إن الإلحاد ينبعث من العقائد التي تصادم الفطرة وتعارض العقل، وتخالف العلم أو طبائع الأشياء.
والإلحاد يناقض الفطرة الإنسانية مناقضة حادة! لأن نوازع الإيمان أصيلة في النفس الإنسانية وليست عارضة. أو بعبارة أخرى: هي جزء من خلق الإنسان وتكوينه، وليست من صنع المجتمع أو التاريخ، ولذلك فإن الإنسان لو خُلي وشأنه لاختار الإيمان. ولا شك في أن الإنسان من حيث هو مخلوق فيه دلالة على الخالق جل وعلا. قال النبي صلى الله عليه وسلم:((كل مولود يولد على الفطرة، حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه))
ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم:((أو يسلمانه)) ،
لأن الإيمان بالله الواحد الأحد - جل وعلا - هو دلالة الفطرة والخلق الإلهي.
والإلحاد ليس عقلا أو علمًا أو منزعًا إنسانيًّا، ولكنه تكلف ومناقضة وتشويه! فإذا لاحظنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل كذلك:((أو يلحدانه))
- أو يزندقانه مثلا - أدركنا كذلك أن هذه المناقضة لا تبلغ في الغالب أو عبر العصور الإنسانية بعامة حد الخروج عن الدين، أو إلى ساحة لا يكون فيها الإنسان بغير دين.