- إن الإسلام في المجتمعات الإسلامية هوية وذات وضمير، وليس توجها إيديولوجيًّا يمكن التخلي عنه، أو تفريغ المجتمعات الإسلامية منه؛ لأنه مرتبط بالحياتين الأولى والأخرى، وإن محاولة استلاب الإسلام من هذه المجتمعات أو استلابهم منه خطأ يقع فيه الغرب وأتباعهم من العمانيين، حتى مقولتا الصدام الحضاري ونهاية التاريخ التي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ما هما إلا مقولتان أملتهما الغطرسة المادية الغربية وعقدة التفوق المؤقت، والتي لا يعلمون أنها مؤقتة وهي مساوية لعقدة الضعف التي يعاني منها المنسلخون عن ضمير الأمة.
لذا فالحديث عن الاتجاه الإسلامي أو الإسلاميين، يجب أن يعي الفرق الكبير بين التوجه الإيديولوجي والديني، وأن صرف أخطاء فئة من الغالين أو مَن يسمونهم المتطرفين من الخطأ سحبهما على السواد الوسطي الأعظم، والذي سماهم ربهم مسلمين ووصفهم بالوسطية.
- وأعجب ما في أمور العلمانية رفعها شعارات ولافتات، يستخدم بريقها لمصالحهم فقط، وليس لنشر العدل والمساواة.
فأين الديمقراطية حينما يتحكم اللوبي الصهيوني في قرار أعظم دولة ضد مصالح الناخب؟ وأين احترام حقوق الإنسان من حقوق اللاجئين؟ وأين حرية المرأة في اختيارها لحجابها والرجل لزيه؟ ليس هذا فحسب، بل أين حرية اختيار الإنسان لدينه وممارسته حقه في تعلم أمور دينه، بل في تعلم أساسها: القرآن الكريم.
لذا فإن الشعوب العربية والإسلامية يزداد فيها التمسك بالدين، لا يمكن اعتبار هذا التمسك أصوليًّا أو توجهًّا سياسيًّا أو حزبيًّا إنه اختيار للهوية، والمكون الأساسي لضمير المسلم، وأكبر دليل على ذلك هو بقاء الشعوب الإسلامية في الاتحاد السوفييتي على إسلامها، بل قيامها على تحفيظ القرآن لأبنائها سرًّا، وكذلك الحال في تركيا، وعندما انهار الستار الشيوعي فإذا المسلمون كما هم، وكذلك سيكون الحال في جميع المجتمعات؛ لأن الإسلام دين رباني وليس إيديولوجية بشرية.