٤ - ويتهمون الإسلام بأنه عائق أمام التقدم! فمتى وقف الإسلام في وجه تقدم العلوم الطبيعية؟ ألم تبرز حضارة دامت أكثر من ثمانية قرون تحت ظل الإسلام، وأفرزت علماء كانوا حلقة وصل بين الحضارات السابقة واللاحقة؟! ويكفي للدلالة على ذلك ما اعترف به ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز في محاضرته الشهيرة بجامعة أكسفورد، حيث قال:
(لا يزال الغرب يعاني من الجهل الكبير بشأن ما تدين به حضارتنا وثقافتنا للعالم الإسلامي، إنه نقص نعانيه من دروس التاريخ ضيق الأفق الذي ورثناه، فالعالم الإسلامي في القرون الوسطى من آسيا الوسطى إلى شاطئ الأطلسي كان يعج بالعلماء ورجال العلم، ولكن بما أننا رأينا في الإسلام عدوًّا للغرب، وكثقافة غريبة بنظام حياتها ومجتمعها، فقد تجاهلنا تأثيره الكبير على تاريخنا) .
ثم تحدث الأمير تشارلز بعد ذلك عن عطاء الإسلام للغرب في العلوم والفلك والرياضيات والقانون والتاريخ والطب والزراعة والهندسة المعمارية والدين والموسيقى. ثم أضاف قائلًا:(كثيرة هي السمات واللمسات التي تعتز بها أوروبا الحالية، التي هي فعلا مقتبسة من إسبانيا المسلمة: الدبلوماسية، والتجارة الحرة، والحدود المفتوحة، وأساليب البحوث الأكاديمية في علم أصل الإنسان، والإتيكيت، والأزياء، والأدوية البديلة، والمستشفيات. هذه الإضافات وصلتنا من هذه المدنية العظيمة) .
(لقد أسهم الإسلام في حضارتنا التي كثيرًا ما نعتقد خطأ أنها حضارة غربية كليًّا) .
(إن الإسلام جزء من ماضينا ومن حاضرنا في جميع ميادين الجهد البشري، لقد ساعد الإسلام على تكوين أوروبا المعاصرة. فهو جزء من تراثنا وليس شيئًا مستقلا بعيدًا عنا)
وأهم ما قاله بوصفه رئيسًا للكنيسة البروتستانتية:(وأكثر من ذلك؛ فالإسلام يستطيع أن يعلمنا اليوم كيف نفهم وكيف نعيش في عالمنا المسيحي، الذي يفتقر إلى المسيحية التي فقدها، فالإسلام في جوهره يحتفظ بنظرة كلية متوازنة للكون ... ترفض الفصل بين الإنسان والطبيعة، أو بين الدين والعلم، أو بين العقل والمادة، كما حافظ على وجهة نظر غيبية موحدة للإنسان وللعالم الذي يحيط بنا)(١) .
ثم هل سمعتم بأن دولا إسلامية امتنعت عن إدخال الحضارة العلمية ومنجزاتها إلى دولها؟ !.ألم تأخذ بأسباب تعلم هذه الحضارة؟!.