للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اتجاهات غلاة العلمانيين العرب وشبهاتهم حول الإسلام:

إن القارئ لكتب غلاة العلمانيين العرب المعاصرين يلاحظ التشابه الكبير بين ما يدعو إليه كل منهم في كتبه، وهذا يؤكد أن هؤلاء ينهلون من معين واحد.

١ - الدعوة إلى نزع القداسة عن النصوص الدينية والتحرر من سلطتها:

نجد هذه الدعوة لدى الدكتور (نصر حامد أبو زيد) في كتابه (الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية) ، حيث يقول:

(ومن هنا تكون الدعوة للتحرر من سلطة النصوص في حقيقتها دعوة إلى التحرر من السلطة المطلقة والمرجعية الشاملة للفكر الذي يمارس القمع والهيمنة والسيطرة، حين يضفي على النصوص دلالات ومعاني خارج الزمان والمكان والظروف والملابسات) (١) .

ونفس الدعوة نجدها لدى (عبد الهادي عبد الرحمن) في كتابه (سلطة النص) إذ يقول:

(لكن النفاذ إلى عمق هذا النص يحدد كيف أن السلطة النصية تثقل بكاهلها أي محاولة علمية، وهنا تقوم سلطة النص التاريخية والروحية والنفسية، بإرجاع ذلك الخط إلى نقطة الأيديولوجية مرة ثانية، وهو المحتوى نفسه الذي قال به أركون، ولكن السؤال الآن: هل الأيديولوجية حالة جبرية لا مناص منها؟ ألا يستطيع العلم أن يزاحمها ولو بخانة ضيقة اليوم قد تتسع فيما بعد؟!) (٢) .

والكاتب يشير هنا إلى مقولة (محمد أركون) في كتابه (الإسلام والتاريخ والحداثة) ، الذي يقول فيه:

(إذا ما استمررنا في النظر إلى القرآن كنص ديني متعال، أي يحتوي على حقيقة تجعل حضور الله حاضرًا، فإننا لا نستطيع عندئذ أن نتجنب مشاكل التفكير الثيولوجي) (٣) .

٢ - الطعن في القرآن الكريم:

وذلك بإنكار أزليته واعتباره مخلوقًا متشكلا مع الواقع، أو بالتشكيك في ترتيب السور والآيات، أو بإنكار إلزامية أحكامه لجميع المسلمين، أو باتهامه بالقصور في نظام الحكم.


(١) الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية، د. نصر حامد أبو زيد، ص١٥.
(٢) الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية، د. نصر حامد أبو زيد، ص١٩٠.
(٣) الإسلام والتاريخ والحداثة، محمد أركون، ص٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>