للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - في التأسيس لمرجعية مشتركة للديمقراطية الحقة (المباشرة) أو الشورى:

إذن.. إذا كنا نبحث عن ديمقراطية حقة، ونبحث عن مرجعية مشتركة لهذه الديمقراطية الحقة، فلابد أن تكون ديمقراطية لكل الناس، أو ديمقراطية مباشرة، أو شورى بالمعنى الحق للشورى باعتبارها فرضًا عينًا - بتعبيرات أصول الفقه الإسلامي - على كل مكلف - كالصلاة - وباعتبارها - في اللسان العربي المبين، وبالمنهج الصحيح (١)


(١) المنهج الصحيح في فهم مفردات اللسان العربي المبين - وعلى ما سبق لنا أن أثبتناه في بعض بحوثنا وكتبنا - يذهب إلى أنه (لابد من الالتفات هنا إلى أن كل لفظة لها معناها العام الذي تطوف حوله، وقد يكون طوافها قريبًا ملاصقًا، وقد يكون بعيدًا نائيًا، ولكنه على الحالين طواف حول المعنى العام واستشراف له، وقد تدل عليه دلالة عامة حينًا، وتدل على ضرب خاص منه حينًا آخر، وتدل على بعض نتائجه أو آثاره حينًا ثالثًا ... إلخ. كما أن اللفظة قد تعطى الدلالة الحسية أولًا، ثم تتشعب المسالك وتتكاثر المحدثات - ولاسيما المجاز - فتتوه فيها آثار المعنى العام ولكن تظل العلاقة الوثيقة التي تجعل من كل ذلك أسرة واحدة.. تجمع أفرادها رحم قريبة فتردها إلى جد واحد تفرعت عنه، وتسلسلت منه، حتى توالدت هذه الفضائل الكثيرة، وتباعد ما بينها، فضربت في أنحاء متفرقة، واندس بينها كثير من المحدث من المعاني المجازية!.. حتى كاد يختلط علينا الأمر، فنحسب أن كلاًّ منها قائم بنفسه، مستقل عما سواه. وإذا كنا نحذر من أن نتوه عن المعنى العام المشترك فإننا أيضًا ننبه بتحقيق الألفاظ التي يظن أنها مترادفة على المعنى الواحد، لنكشف ما بينها من فروق غامضة، فبذلك يعرف اختصاص كل خبر بلفظ من الألفاظ (التي يظن أنها) مترادفة دون غيره من إخوانه. نحو: ذكره القلب مرة والفؤاد مرة.. فإن من يعد هذا بابا واحدًا قد يفوته إحقاق الحق وإبطال الباطل) .

<<  <  ج: ص:  >  >>