بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
نحن أمام نظام عالمي جديد مرتكزه هيمنة السياسة الجهوية على العالم، وأدواته استخدام الاقتصاد والإعلام. هذه إفرازات ظهرت بشكل بارز خاصة بعد الحرب العالمية الثانية.
أول عمل هو متبني هذه الفكرة هي الديانات بصفة عامة المسيحية أو الإسلام، لكن التركيز كان شديدًا على الإسلام؛ لأنهم قالوا لابد من أن نعزل الإنسان لأن تاريخه ولذلك ظهرت لديهم إعادة صياغة التاريخ الإسلامي بشكل مشوه.
قالوا كيف نستطيع أن نحد من الروح الدينية المتأججة في صدر المسلم وهو يتذكر نبيه صلى الله عليه وسلم ويتذكر الصحابة والسلف الصالح؟ ... وقالوا كيف نستطيع أن نقاوم عسكريًّا من يحاربنا وهو يتذكر خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح؟ إذن نحاول التغيير والتأثير فيه وتشويهه. وهو النهج الذي سلكوه بشكل مركز بعد الحرب العالمية الثانية. فلو درسنا البرنامج لوجدنا فيه خطة تستند أولًا على التفتيت وهو ما بدأ في الخمسينيات بشكل واضح، ثم التشكيك، ثم المرحلة الثالثة التشويه وعرض الفكر العلماني. ثلاث خطوات مشوا فيها.
استهدفوا في قضية التفتيت الأمة بأجمعها، فظهر الفكر الغربي في بداية الخمسينيات ليقابل الخلافة الإسلامية الكبرى، وبدؤوا يفتتون العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة مستندًا على الفكر الغربي، ثم ظهرت الإقليمية الضيقة ونحن نعلم أن الحروب الأخيرة كانت مغطية لهذه الفكرة.
برزت بعد ذلك الخطوة الأخرى وهي التشكيك، فشككوا في العقائد وفي التاريخ وفي كثير من الأشياء، واعتمدوا في ذلك على ثلاثة طرق: التربية، التعليم، الإعلام وضموا معه تغيير العادات والتقاليد.