بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن القضية المطروحة علينا اليوم هي من أعقد القضايا التي نفذت إلى عقول وقلوب العالم الإسلامي وأثرت فيه فعلًا. والعلمنة ابتدأت مع الاستشراق ذلك أنه لما دخلت الجيوش الغازية إلى بلاد العالم الإسلامي أرادت أن تطمئن على بقاء سيطرتها على هذه الأقطار، ولن تستطيع أن تستمر في هذه السيطرة إلا إذا قَبِل العالم المحتل بقيم ومبادئ ومفاهيم العالم الغربي، فلذلك دخل المستشرقين إلى عقول نخبة مثقفة في العالم الإسلامي فغزوها غزوًا بلغ شعاب النفس وحطم الروح، وكونوا منهم دعاة لمذهبهم حتى لا يشعر العالم الإسلامي بالرفض لما يريد أن ينفذ به الغرب إلى العالم الإسلامي.
أولًا: أعتقد أن منظمة المؤتمر الإسلامي وهي باسمها قد تحملت هذه الأمانة عليها أن تكون لجنة من علماء المسلمين ومن مفكريهم لتتبع العلمنة الوافدة، وتشكيكاتها المتنوعة لتبين الحق وترد الباطل، وتكون الدرع الذي يرد على هؤلاء الذين يريدون تشكيك المسلم في القيم التي يؤمن بها والتي تربط بينه وبين بقية أجزاء العالم الإسلامي وتقوم بهذه الوظيفة.
ثانيًا: أن تعتمد هذه اللجنة على الطرق الحديثة التي يقع بها نشر المعرفة، فالكتابة في الصحف أو الكتابة في المجالات مفيدة ولكنها محدودة، وقد تعوّد العالم اليوم على طرق جديدة هي التي تؤثر فيه كالتلفاز والإنترنت وغيرها من هذه التي تدخل الأسماع والعقول والقلوب دون استئذان، وتستطيع منظمة عتيدة كمنظمة المؤتمر الإسلامي أن تكون لها مراكز تنفذ منها إلى المسلمين لرد هذه الشُبَه والأضاليل.