ثالثًا: أن تكون منظمة المؤتمر الإسلامي ميثاق شرف بين جميع دول العالم الإسلامي توقع عليه ملتزمة بأنها لا تمكن من يريد تضليل المسلمين وإخراجهم من دينهم وتفريقهم، استنادًا إلى مبدأ حرية الفكر، مع أن الغرب يريد تمزيق النسيج الفكري والاجتماعي للعالم الإسلامي. لأن حرية الفكر شيء وقتل الآخرين شيء آخر، وقتل الناس في عقائدهم وقتل الناس فيما يربط بينهم وتمزيق العالم الإسلامي هو ليس حرية ولكنه فوضى واعتداء.
رابعًا: أن العلمانية لا أقول إن هناك علمانية متطرفة وهناك علمانية مروضة خرجت من حيثيتها إلى صورة قد تقبل. العلمانية شيء واحد والكفر ملة واحدة، وأن ما حرمه الله لا يمكن أن يهون أي محرم، فما حرمه الله فالكبائر سواسية والصغائر سواسية، وكلها تعدٍّ لحدود الله. وأردت أن أقول: إن العلمانية هي في حقيقتها وباء يحمل جراثيم، هذه الجراثيم انتقلت وأصابت بتدبيرها العقيدة والعلاقة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في كل دولة من دول العالم الإسلامي لا أستثني دولة من هذه الدول. ولا أعلم فرقًا أو لا أستطيع أن أفرق بين كذب وخيانة وغش، وتفريق الكلمة وبين قضايا حجاب وجنس إلى آخره. فقد تعودنا وبكل الأسف أن نضخم قضايا الجنس عندما نقدمها حتى أصبح كثير من المفكرين الإسلاميين العمالقة عندما يقول الأخلاق وهم يتحدثون عن الجنس وعن المرأة، الأخلاق في الإسلام أعمق من هذا، هي علاقة الإنسان بأخيه الإنسان وبالكون.
خامسًا: أنا لا أعلم دولة من دول العالم العربي اتخذت العلمانية مبدأ في دستورها. فبحمد الله حتى من تجاوز الحدود وهذه الحدود مقدارها كثير لكن لا توجد دولة من دول العالم العربي صرحت في دساتيرها أو في مفاهيمها أو واجهت شعوبها بأنها علمانية وأنها تجرؤ على كتاب الله وسنة رسوله. ولا أعلم دولة - كما قلت - تُحَكِّمُ شرعَ اللهِ في كُلِّ أَمْرٍ.
كما أنه على كل من ينقل الكلمة أن ينظر من مآل الأقوال - ويعجبني الإمام الشاطبي عندما ألحَّ على مآلات الأفعال - لا يُنظر إلى الفعل أو إلى القول كما يقال، ولكن ينظر إلى ما سيؤول إليه، وعلى هذه المآلات تعرف القيم إما من القبول أو الرفض وإما من الحسن أو القبح. وعلى هذا ينبغي عندما نتحدث أن نتحدث بهذا المنطق وبهذه الروح.