بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قبل أن ننطلق إلى الملاحظات نريد أن نعرِّف مصطلح الهندسة الوراثية: الهندسة الوراثية تتكون من كلمتين: الهندسة والوراثة؛ الهندسة هنا تعني التحكم في وضع المورثات التي هي الجينات، وترتيب الصيغة الكيميائية فكًا، أي بقطع الجينات بعضها عن بعض، ثم وصلاً بوصل المادة الوراثية المضيفة بالجينات المتبرع بها باستخدام الطرق المعملية.
أما الكلمة الأخرى هي الوراثية وهي مادة استخدام الهندسة الوراثية كلها، وهي عبارة عن الجينات والصيغ الكيميائية التي يتكون منها الإنسان أو الكائن الحي، والجينات أو مصطلح الجين ليس حديثًا استخدم من عام ١٩٠٩ فهو مصطلح قديم، وهو يستخدم لوصف الوحدات القاعدية للوراثة، عندما نأتي لنرى المادة الوراثية أو الحقيبة نجد أنها تسكن في النواة وهو جزء بسيط موجود داخل الخلية، هذه المادة تسكن على هيئة شريط يسمى (DNA) وهو شريط يحمل هذه الجينات أو هذه المورثات، وتتحكم الجينات في الصفات الوراثية المختلفة في الإنسان من طول الجسم وقصره وشكله ولونه بل ونبرة الصوت ولون العين وشكل الأنف، فكل هذه الصفات والخصائص والمميزات يتحكم فيها من داخل الخلية. طبعًا هناك تفصيل علمي أنا ذكرته في بحثي.
أريد أن نعود إلى النقاط الأساسية حول بعض الملاحظات التي سمعناها من بعض المشايخ حول التوسع في استخدام الهندسة الوراثية في التطبيقات بين الحيوانات المختلفة، وقد ذكر الدكتور منذر ما كان يستخدم سابقًا بين الحصان والحمار فينتج البغل، هذا طبعًا ليس للإنسان فيه تدخل، هذا يحدث والشيء الوحيد الذي يحدث علميًّا بين الحيوانات المختلفة بين الحمار والحصان فينتج البغل، ويكون في هذه الحالة لا سلالة له عقيم، لماذا لأنه يحمل مجموعة فردية من الكروموزمات، ووجد عمليًّا أنه لا يستطيع الفصل بين الفصائل المختلفة إلا في الفصائل المتقاربة في الثديَّات، الثديات فقط يمكن دمج بعض الكروموزمات القريبة العدد، بمعنى أنه لا يستطيع الإنسان أن يستخدم، وهذا طبعًا فيه بعض الكلام الوراثي صحفي، ليس له سند علمي، وليس منشورًا في مجلات علمية، وأنا ذكرت هذا الكلام في كتاب الهندسة الوراثية وتكوين الأجنة يمكن دمج نواة الإنسان وبين نواة الكلب فينتج شيء آخر، وهذا علميًّا غير صحيح، لأن الله سبحانه وتعالى أودع في النواة مستقبلات خاصة وهي الكروموزمات، وهي النواة فإذا كانت غير متماثلة ومن غير جهات واحدة، لا يمكن أن يحدث التلقيح، ولا يتم إلا في حالات تجري الآن، وهي دقيقة جدًا، وهي شاقة ومكلفة جدًا بالنسبة للعلماء، وهو سحب المادة الوراثية، والتلاعب في عدد الكروموزمات، وبالتالي التلقيح، وتتكون الأجنة، غير ذلك.