لقد حرصتم أشد الحرص على أن تكون مواضيع بحوثكم المطروحة للمناقشة على جدول أعمال هذه الدورة خالية من النقائص رغبة منكم في أن يخضع عملكم في الدنيا من الله بالقبول، ولقد كان اجتماعكم هذا أصدق تعبير عن وحدة الأمة الإسلامية وتماسكها، وكذلك حاجتها الماسة إلى مثل هذه التجمعات المباركة لتقوية وتثبيت هذه الأسس.
أصحاب الفضيلة؛
الإخوة الحضور؛
لقد أصبحت الأمة الإسلامية تنظر إليكم بعين الأمل والدعاء، متطلعة إلى ما تمخضت عنه هذه الدورة من قرارات وتوصيات تلبي طموحها وتحقق رجاءها في علمائها وفقهائها ومفكريها الأجلاء، فهي أحوج ما تكون إلى جهدكم الخيّر، فموضوعات أبحاثكم باتت متنوعة وهامة مثَّلَت وحدة الفكر والغاية والكلمة. وكذلك جمع الصف وهو جُلّ ما تصبوا إليه أمتنا الإسلامية في هذا الوقت الذي نرى فيه الأمة مستهدفة في هويتها ودينها ووحدتها الإسلامية.
وإنني، ومن هذا المنطلق، أهيب أعضاء المجمع الموقر وبكافة العلماء والفقهاء والدعاة والمفكرين ألا يدخروا وسعًا في سبيل العمل على تحقيق هذه الأهداف الخيرة والإنسانية العامة للمجمع. وأوجه بأن دولة البحرين حكومة وشعبًا تؤيد وتناصر وتؤازر دومًا ودعمًا إلى كل ما فيه رفعة الإسلام وعزة المسلمين، والخير للناس أجمعين. فليكن ما خرجتم به من قرارات وتوصيات في هذه الدورة بمثابة الدعوة للعمل متضامنين في هذا السبيل، قال تعالى:{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}[التوبة: ١٠٥] .
إن البحرين أميرًا وحكومة وشعبًا يدعوكم في ختام عملكم الميمون بكل الحب والإعزاز والتقدير والشكر الذي استقبلوكم به راجين أن نكون قد قدمنا بإسهامنا المتواضع شيئًا يساعد على أداء المهمة العظمى التي تتصدون لها، وسائلين لكم الله - جل وعلا - التوفيق والسداد فيما نذرتم أنفسكم له، ومؤكدين على الدور المؤثر والفاعل الذي يمكن أن تقوموا به في جمع الكلمة ووحدة الصف ونبذ الخلاف وجمع المسلمين على كلمة سواء وفقكم الله.
وختامًا أتقدم بالشكر الجزيل إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى على تفضله وتكرمه برعاية هذه الجورة، وإن صاحب السمو - حفظه الله - قد أمرني أن أعلن أنه أمر بتمويل مشروع إحياء التراث لمؤلفات ابن القيم - رحمه الله تعالى - ضمن نشاطات المجمع.
كما أشكر الحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء الموقر، وصاحب السمو ولي العهد الأمين، على دعمهم ومؤازرتهم لإنجاح هذه الدورة.
والشكر كل الشكر لكم يا أصحاب الفضيلة على ما تفضلتم به في خدمة العلم. وكذلك الشكر لجميع من شارك وساهم معنا في إنجاح هذا التجمع الإسلامي الكبير داعين المولى جلت قدرته أن يجعل عملنا جميعًا خالصًا لوجهه الكريم إنه سميع مجيب.