باعتراف الخبراء فإنه ليس هناك مقياس دقيق يقيس التضخم، كما يقيس المتر مثلًا الأطوال والكيلو جرام الأوزان. وإنما هي مؤشرات تقريبية تسمى بالأرقام القياسية، ولها أنواع عديدة أشهرها الرقم القياسي لتكاليف المعيشة. وهو يتعامل مع عينة من السلع والخدمات قد لا تتوفر بذاتها لأي مستهلك في الحياة العلمية. ومعنى ذلك أن هذا الرقم يتعامل مع مجرد عينة من السلع والخدمات، وليس مع السلع والخدمات كلها، كما أن هذه العينة قد يختلف حيالها طرفا العقد، ثم إنها خاضعة لرغبات القائمين على تركيبها من حيث البدء والنهاية، ومن حيث نوعية السلع، ومن حيث الأوزان النسبية لكل منها، بل ومن حيث أسعارها، والتنبيه على ذلك لا يعني عدم أهمية الأرقام القياسية في حياة الأمم، وعدم الالتفات إليها في رسم السياسات المختلفة، وإنما كل ما يعنيه أن تؤخذ بحذر وفي ظل الوعي الكامل بما هي عليه من جانب قصور. وبالطبع فإن الإسلام كثيرًا ما يعول في توجيهاته وأحكامه على التقريب، تيسيرًا على الناس.
(١) د. عبد المنعم الشافعي، مبادئ الإحصاء، دار الكتاب العربي، القاهرة، (١٩٦٧ م) :١ / ٣٠٢.