وفي هذه الحالة يتحول الممارس نحو أدوار خدمة المجتمع ومحللي السياسات والنظم، الذين يسعون لإحداث ضغوط لإعادة النظر في القوانين والتشريعات القائمة، أو لإعادة توزيع لتوفير خدمات الرعاية للمسنين، ويطلق على النمط الأخير: المهني، حيث يعمل الممارس المهني في هذه الممارسات على تحديد أهداف العملاء من المسنين بحيث تكون تلك الأهداف بسيطة ومتواضعة وفي أصغر الحدود الممكنة، حتى لا تُدخل الكثير من التغييرات في حياة المسن إلى أجزاء أصغر ومستويات متعددة بحيث يسهل التعامل معها، يصبح ذلك مطلبًا ضروريًا لنجاح الممارسة، ويجب أن لا ننسى أن الكثير من الدراسات النفسية تشير إلى أن شعور العملاء من المسنين يغلفه إحساس دائم بأن الوقت أو الزمن يمضي بسرعة، حيث لم يعد هناك متسع من الوقت لتحقيق أهداف مستقبلية يعلمون أنهم قد لا يتاح لهم تحقيقها، وهذه المشاعر قد تمثل مقومًا أساسيًا يجب أن يتغلب عليه الممارس بتجزئة الأهداف وتبسيطها.
أما من حيث العلاقة التي يجب أن تقوم بين الممارس وبين المسن، فإنها تتحدد في ضوء الفهم الجيد للحاجات النفسية للعملاء المسنين، ويتطلب هذا قدرة وخبرة لفهم السلوك المتوقع وأنماط الشخصية والخبرات والتفاعلات السابقات التي مر بها العميل خلال مراحل حياته قبل الدخول في مرحلة الشيخوخة.
، وقد يواجه الممارس بصعوبات متعددة من بينها تلك المقاومة الشديدة التي يحتمل أن يقوم بها بعض العملاء أو العميلات من المسنين أحيانًا إلى حد العناد ورفض المساعدة وفقدان الثقة، وتتطلب معالجة هذه المواقف ضرورة تفهم أسباب المقاومة والتعامل معها، ثم تحديد نوع الخدمات المطلوبة للعميل بعد ذلك، ثم القيام بأدوار الإقناع والتوجيه الملائم للحالة وفقًا لظروفها، وتستند طريقة العمل مع المسنين بمنهج خدمة الفرد بالتأكيد على أنه لا يوجد شخصان متشابهان من كبار السن، وبذلك فإن التفريد يعتبر أساسًا ضروريًا لنجاح الممارسة، وذلك يعني بالضرورة الرجوع إلى تاريخ الحالة وفهم ظروف الحياة التي تعرض لها سابقًا، وطرق تعامله مع المواقف والمشكلات، وأساليب التكيف، وكيفية التعبير عن الذات.