يخترع الغرب مسميات غريبة جدا للتغطية على الأوضاع المأساوية التي تعيشها الفتيات الصغيرات. ومن ذلك هذه التسمية الغريبة المضحكة لهؤلاء الفتيات اللاتى يحملن سفاحا في سن المراهقة من سن الثانية عشرة إلى السابعة عشرة. كما أن الغرب يطلق اسم الأسرة ذات العائل الوحيد (Single Family Parent) على ملايين النساء اللائى يحملن سفاحا، وليس لأبنائهن أب معروف، أو أن للطفل أبا معروفا من المخاللة، ولكنه ترك عشيقته بعد أن حملت وولدت لتواجه المصاعب وحدها.
وقد ارتفعت نسبة المواليد بهذه الطريقة من (١٢) بالمائة إلى أن أصبحوا يشكلون نصف المواليد في الولايات المتحدة وأوروبة، وهي نسبة رهيبة مرعبة!! وتنعكس مشاكلها على أطفال هؤلاء النسوة اللائي يعشن على حافة الفقر دون عائل، وتضطر هؤلاء النسوة إلى العمل لسد الرمق لهن ولأولادهن، ونتيجة ذلك فإنهن غالبا لا يستطعن إرضاع أطفالهن، كما أنهن يقمن بالاعتداءات المريعة التي تصيب أطفالهن بعاهات مستديمة أو تؤدي إلى الوفاة؛ وذلك لأن هؤلاء النسوة يعشن ظروفا قاسية ووحدة وعزلة، مع توترات نفسية وضغط في مجال العمل. وتعود المرأة مرهقة جدا من عملها لتجد الطفل يصرخ بصورة مرعبة، فتفقد أعصابها وقد ترميه من مكان عال، أو تضربه دون أن تعي، أو تخنقه ... إلخ. كما أن ذهابها إلى مكان العمل وتركها طفلين أو ثلاثة في المنزل دون وجود رعاية من أحد الكبار يؤدي إلى حدوث مآس مروعة مثل الحرائق، وانسياب الغاز، وأنواع التسمم، وخاصة بالعقاقير التي غالبا ما تستعملها المسكينة لمداواة الكآبة والقلق الذي تعانيه.
إن ملايين الأطفال في الولايات المتحدة وأوروبة يعانون بسبب فقدانهم دور الأب وتحمل الأم وحدها كل هذه التبعات، وغالب هؤلاء الأمهات قليلات الخبرة وذوات مستوى تعليمي منخفض، وبالتالي فإن الأعمال التي يقمن بها ويرتزقن منها، غالبا ما تكون شاقة وقليلة الأجر، وتكثر في المجتمع الأمريكي الأمهات من هذا القبيل لدى السود وذوى الأصول الإسبانية، ومن يعيشون في أسفل درجات السلم الاجتماعي في الولايات المتحدة (١) .
(١) نشرت صحيفة الحياة في ٢٥/٧/١٩٩٩ م أن (٧٠) بالمائة من الولادات لدى السود هي خارج نطاق الزواج، في الولايات المتحدة.