ومن المتوقعات التي أذيعت بمناسبة العام الدولي للمسنين (١٩٩٩م) أن يزيد عدد سكان العالم بنسبة (٥٠ %) خلال العشرين عامًا القادمة، ولكن الشيوخ سوف يزيدون بنسبة أكبر هي (٧٥ %) ليصلوا حينذاك عام (٢٠٢٠م) إلى ألف مليون نسمة، في مقابل (٥٨٠) مليونًا في الوقت الراهن. وتفسير ما يجري من تغيرات في التركيبة السكانية للعالم ليس صعبًا، فكثير من الدول تسعى لتقليل الخصوبة أي القدرة على الإنجاب، وتبدل الميول عند الرجال والنساء في عدد من الدول تجاه الأسرة الكبيرة، كل ذلك جعل العالم أمام إخصاب أقل.
والإنسان نتيجة لتحسن الصحة والمعيشة يعيش أكثر، فمتوسط العمر المتوقع حاليًا هو (٦٦) سنة، يرتفع فوق السبعين لبلدان مثل: السعودية، وقطر، والبحرين , وكندة، والصين، والولايات المتحدة. وينخفض إلى الخمسين في إفريقية جنوب الصحراء.
وكان الاعتقاد السائد أن كبار السن يتركزون في الدول المتقدمة حيث يتوافر مستوى صحي مرتفع، إلا أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية التي صدرت هذا العام (١٩٩٩م) أكدت أن (٦٠ %) من المسنين (أي ٣٥٥ مليون شخص) هم من أبناء الدول النامية، وسوف يتضاعف عددهم بحلول عام (٢٠٢٠م) . وكان الاعتقاد السائد أن كل المسنين سواء، تتدهور أحوالهم الصحية، وتتراجع كفاءتهم الذهنية، وتقل قدرتهم على العمل، لكن الأبحاث تشير إلى أنه بينما يتقارب الصغار في صفاتهم الصحية، فإن صحة المسنين ترتبط بعوامل كثيرة: فهي انعكاس لمسيرة حياة طويلة، فالذين دخنوا عشرات السنين، أو الذين تعاطوا الخمور لسنوات طويلة، أو من لم يحصلوا على تغذية صحية، كل هؤلاء تختلف حالتهم الصحية عن غيرهم (١) .
(١) وهم الشيخوخة محمود المراغي، العربي، العدد (٤٩٠) ، سبتمبر ١٩٩٩م، ص ٧٦.