فها نحن أولاء قد وفدنا من رحاب البيت العتيق الذي جعله الله مثابة للناس وأمنًا، ومن مقر مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، الذي منحنا إياه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التأسيسي خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، فأظلنا برعايته، وشملنا بعنايته، شمله الله بألطافه وأطال عمره المبارك، يدفع مسيرتنا في امتثال أمر ربنا، لبلوغ غاياتنا، وتحقيق أماني أمتنا.
جئنا إلى هذا البلد الكريم الكويت مستجيبين لدعوة سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، ومتعه بموفور الصحة ودوام العافية، ومجددين العهد بالإخوة الأكارم الذين جمعتهم وإيانا الدورة الخامسة لمؤتمر المجمع الفقهي سنة ١٤٠٩ هـ / ١٩٨٨م هنا، كما تجمعنا اليوم في هذه الدورة الثالثة عشرة لمجمعكم الموقر.
وإن أول ما أتقدم به في هذه الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة عشرة من مؤتمرنا السنوي إزجائي الشكر الخالص والتقدير الفائق إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد، رافعًا إليه تحية مباركة، يطيل بها الله بقاءه في حفظ واق، وعز باق، وسعد جار، وذكر سار، بالغًا من الآمال أقصاها، وجائزًا منها أوفاها، عن سلامة لا زال بردها ضافيًا عليه، ووردها صافيًا لديه.
وفى هذا المجلس الموقر يسعدني أن أتقدم إلى هذا البلد المضياف الكويت، بذكر ما يربط مجمعكم الجليل به من روابط ووشائج، لخصها سمو الأمير - حفظه الله - أبدع تلخيص، وأقامها على دعائم ثابتة وأصول قويمة. وذلك قوله، أيده الله: إن الكويت تعيش الإسلام دينًا، والعروبة وطنًا، والتعاون طريقًا والسماحة شعارًا، والإخاء نورًا، والتشاور منهاجًا، والعدل ميزانًا، والتقدم مسؤولية، والسلام غاية.