ومن مواجهات دامية لاعتداءات اليهود على مدى سنوات ١٩٢٩ م - ٣٦ - ٤٨ - ٤٩ - ٦٧، وقيامه أثناء ذلك بمعارضته لقرار التقسيم وللإعلان عن قيام دولة إسرائيل، ودخوله الحرب مناهضًا ومجاهدًا من أجل تحرير وطنه في سنوات ١٩٥٦م - ٦٧ - ٧٣، إلى إنشائه منظمة التحرير
الفلسطينية، وظهور الانتفاضة يساندها تكافل الفصائل السياسية والقوى الشعبية.
ودفع الناس اليأس والإحباط فحملهم على تشكيل المنظمات الفدائية. ولكن رغم مآسي الفتنة والثوراث والحروب لم تلبث القوات العدوانية وسلطات الاحتلال متمسكة بمنطق
القوة العسكرية والأسلحة المتطورة، والتأييد الخارجي. فهم لذلك معتدون بما عندهم من عتاد ودعم، يعرفون الحق ولا يذعنون له، ويدركون الطغيان والطاغوت ويستمسكون
به، ويدعون إلى الرشاد والسلم فيمنعون نفاذ القوانين وتنفيذ المعاهدات، ويتحدَّون الإرادة الدولية، ولا يركنون بصدق إلى المفاوضات، ويعطلون سبل التعاون المثمر بين الأمم.
في هذه الفترة الطويلة على المستضعفين، القصيرة في عمر الزمان، تتابعت الأحداث والهجومات، وصور القهر والاستيلاء، وأسباب الاستعلاء والهيمنة المختلفة المتجددة على
فلسطين وأهل فلسطين. فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين. وهم في كل تلك الأحوال والظروف متحلون