هو تحويل ملكية الأراضي من الأفراد والمؤسسات إلى المستوطنات.
وهو منهج سياسي ينزع إليه الغزاة المستعمرون حين يتسم احتلالهم بطابع الاستعمار الاستيطاني. وتتعدد أشكال الاستيطان الاستعماري التي عرفها العالم في العصر الحديث،
ويتميز عنها الاستيطان الصهيوني الذي يستند في تبرير وجوده إلى فلسفة ذرائعية وادعاء ديني، ويعتمد سياسة الأمر الواقع التي تساندها القوة العسكرية. فهو بذلك له مفاهيمه
العنصرية وأساليبه التوسعية. ويرتكز هذا الاستيطان على تكثيف الهجرة اليهودية المتزايدة إلى البلاد المغتصبة، ويكون دائمًا في حاجة إلى فضاء واسع تقوم فيه وتقيم به تلك
الفلول المهاجرة إلى أرض الميعاد. ومن أجل ذلك تتولى السلطة - الجائزة الممثلة له - القيام بإجراءات تمكن من مضايقة السكان الأصليين في أراضيهم. ومن أشد طرق التنكيل
التي تستعملها لبلوغ هدفها تهجير السكان العرب من مسلمين ومسيحيين من ديارهم إلى خارج أوطانهم، متخلين عن قدسهم الذي حافظوا عليه، وساسوه بعدل، وأقروا الأمن
والسلام بربوعه قرونًا طويلة. ولم يفرقوا فيه بين أصحاب الديانات الثلاثة فكانت القدس كما قال مايكل آدمز:"مدينة القدس
نسيج وحدها".
وهذا الوصف الذي تتميز به يصدق عليها في جمالها الطبيعي، وفي مكانتها الروحية معًا. وكل من يتسنى له أن يزور القدس سواء كسائح أو زائر أو متعبد أو كسائر وراء الجمال
الطبيعي، فإنه سيجد في هذه المدينة الخالدة ما لا يمكن أن يجده في أية مدينة أخرى في العالم كله، لأن القدس بالإضافة إلى جمالها الطبيعي الفذ هي تراث
للإنسانية جمعاء.
منازل لم تنظر بها العين نظرة فتقلع إلا عن دموع سواكب