للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هذه النصوص نص ورد في سفر الخروج يخاطب فيه إله بني إسرائيل (حاشا لله تعالى) موسى عليه السلام: "حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح، وإن فتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف" (١) . وهذا النص المحرف يسوغ للعبرانيين استرقاق الكنعانيين واستعبادهم وقتل جميع ذكروهم. وهناك نص آخر فيه أمر أكثر وحشية وهمجية: "انتقم نقمة بني إسرائيل من المدينيين، فقاتلوا مدين كما أمر الرب موسى، واقتلوا كل ذكر فيها، وسبى بنو إسرائيل نساء مدين وأطفالهم، ولم يرض موسى عن كل ما حصل، فقد ترك جنده الأطفال أحياء فسخط موسى وقال لهم: فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال، وكل امرأة عرفت مضاجعة رجل اقتلوها " (٢) . وفي سفر يوشع أنه قاد العبرانيين باتجاه أريحا "فقتلوا جميع ما في المدينة من رجل وامرأة وطفل وشيخ حتى البقرة " (٣) . وقد لا نحتاج هنا إلى إثبات كذب ما ينسبه العهد القديم من روح شريرة إلى الأنبياء ولا سيما موسى عليه السلام الذي قال فيه تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [مريم: ٥١] . والكليم عليه السلام نفسه طالما نهى قومه عن الكذب والافتراء عليه وعلى الله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} [طه: ٦١] .

كما جاء في التلمود مجموعة فقرات تنص على أن: "أرواح اليهود تتميز عن باقي أرواح البشر بأنها جزء من الله والابن جزء من أبيه، وأن المسيحيين من نسل الشيطان، والإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة، والفرق بين درجة الإنسان والحيوان بقدر الفرق بين اليهودي وغير اليهودي، والله لا يغفر ذنبًا ليهودي يرد للأممي (غير اليهودي) ماله المفقود (٤) .


(١) انظر: د. إبراهيم العاني، الأديان والمذاهب، ص٣١.
(٢) العهد القديم، التوراة، سفر الخروج: ٣٣ / ٢٧.
(٣) المصدر السابق، سفر العدد (٣١) .
(٤) العهد القديم، أسفار الأنبياء، سفر يوشع: ٨ / ٢٧ - ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>