للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرحلة الثانية: المؤلفات الوسيطة التي وضعها حكماء اليهود في عصر ازدهار الحضارة الإسلامية، ولا سيما مؤلفات موسى بن ميمون، إذ يؤكد ابن ميمون في كتابه (الاضطهاد) انفراد عنصر بني إسرائيل في قربه إلى الله وكونه معصومًا، وأن الله عاقب بعض الأنبياء لأنهم انتقدوا بني إسرائيل وطالبوهم بتجنب الفساد، ومنهم النبي إيليا، الذي نفاه الله إلى برية دمشق، والنبي أشعيا الذي قتله الله على يد الملك منسي، وكذلك النبي موسى والنبي هارون اللذان عاقبهما الله بأن فصلهما عن بني إسرائيل ومنعهما دخول فلسطين (١) ، إذ جاء في سفر العدد: "فقال الرب لموسى وهارون: بما أنكما لم تؤمنا بي ولم تقدساني على عيون بني إسرائيل؛ لذلك لن تدخلا أنتما هذه الجماعة إلى الأرض التي أعطيتها إياها" (٢) . وفي نصوص ابن ميمون تبرز العصبية اليهودية التاريخية بأبشع صورها، وعلى حساب الأنبياء والأوصياء. ولا يكتفي ابن ميمون بذلك، بل يقول بأن: "الفرق بين المسيحية والإسلام وبين اليهودية كالفرق بين إنسان حي وبين صورته المنحوتة في خشب أو فضة أو ذهب أو حجر". (٣)


(١) للمزيد انظر: عبد الله التل، خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية.
(٢) انظر: سامي محمد عبد الحميد، القدس في اليهودية والمسيحية والإسلام، ص ٦١ - ٦٢.
(٣) سفر العدد: ١٣/٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>