للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرحلة الثالثة: النصوص الحديثة، وهي التي دونها أو قالها مؤسسو اليهودية الصهيونية وحكماؤها وروادها وقادتها، وهي في مجموعها قولبة عصرية لمقولات تاريخية منتقاة وأدلجة علمانية لتعاليم دينية منتقاة، أيضًا، إذ أعادت الصهونية الروح لمقولات والتعاليم اليهودية التي تدعو للاستعلاء والاستكبار وممارسة الفساد والشر والقتل والتدمير، وفعلتها بصورة ممارسات وأساليب على الأرض، ولعل قراءة استعراضية لما نشر تحت عنوان (بروتوكولات حكماء صهيون) وبعض مقولات هرتزل وجابوتنكسي وبن غوريون وبيغن، تتيح الوقوف على هذه الحقيقة بكل وضوح. ففي البروتوكول الأول من بروتوكولات حكماء صهيون (١) ، جاء بأن: "حكم العالم ينتزع بالحرب والإرهاب ... الغاية تبرر الوسيلة، وعلينا ونحن نضع خططنا ألا نلتفت إلى ما هو أخلاقي وما هو خير ... يجب أن نعلم كيف نصادر الأموال بلا أدنى تردد إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة، وأن دولتنا لها الحق أن تستبدل بأهوال الحرب أحكام الإعدام، والإعدام ضرورة تولد الطاعة العمياء، فالعنف وحده هو العامل الرئيسي في قوة الدولة ... يجب أن يكون شعارنا: كل وسائل العنف والخديعة. إن هذا الشر هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هدف الخير. ولذلك يجب ألا نتردد لحظة واحدة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة" (٢) . وجاء في البروتوكول السابع: "من أجل أن نظهر استعبادنا لجميع الحكومات الأممية في أوربا، سوف نبين قوتنا لواحدة منها متوسلين بجرائم العنف، وذلك هو ما يقال له حكم الإرهاب. وفي البروتوكول التاسع: "لقد خدعنا الجيل الناشئ من الأمميين، وجعلناه فاسدًا متعفنًا بما علمناه من الأذى من مبادئ ونظريات معروف لدينا زيفها" (٣) .


(١) نقلًا عن: سامي عبد الحميد، القدس، ص ٦٣.
(٢) قرارات سرية اتخذها زعماء الحركة الصهيونية العالمية في مؤتمرهم الذي عقد في مدينة بال السويسرية عام ١٨٩٧م، ونشرت ابتداءً باللغة الروسية عام ١٩٠٢م، وترجمها للعربية محمد خليفة التونسي. ورغم الغلط الذي أحاط بالبروتوكولات وحقيقة انتسابها للحركة الصهيونية، إلا أن تراث العصبية اليهودية والواقع الذي رسمته حوادث القرن العشرين يثبت انتماء هذه البروتوكولات إلى الفكر الصهيوني
(٣) الخطر اليهودي ... بروتوكولات حكماء صهيون، ص ١٠٨ - ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>