للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول جابوتنسكي (أحد رواد الحركة الصهيونية) ، وهو يؤدلج للعنف والقتل: "إن الاقتتال بالسيف ليس ابتكارًا ألمانيًا، بل إنه ملك لأجدادنا الأوائل ... إن التوراة والسيف أنزل علينا من السماء" ويضيف: "إن العالم لا يشفق على المذبوحين، لكنه يحترم المحاربين". ويقول أيضًا: "إن الأحذية الثقيلة هي التي تصنع التاريخ" (١) . ووظف زعماء الكيان الصهيوني أفكار جابوتنسكي، من بن غوريون وحتى شارون، وكتبوها على الأرض بدماء ضحاياهم الأبرياء، حتى إن مناحيم بيغن ذكر بأن: "التنكر أو حتى تجاهل أفكار جابوتنسكي يعني الخيانة" (٢) ، ويقول أيضًا: "من الدم والنار والدموع والرماد سيخرج نموذج جديد من الرجال ... اليهودي المحارب أولًا وقبل كل شيء يجب أن نقوم بالهجوم" (٣) وقد نفذت العصابات الصهيونية منذ العقد الأول للقرن العشرين هذه المهمة في فلسطين على أبشع وجه، ثم ورثها جيش الكيان الصهيوني والأحزاب الصيهونية على مختلف اتجاهاتها التي تبدأ بأقصى اليسار وتنتهي بأقصى اليمين، حتى اندفع بن غوريون وهو يرى نجاح مشروع الإرهاب الصهيوني ليقول: "إن أمام العرب في إسرائيل ثلاثة خيارات: اعتناق الدين اليهودي، الطرد خارج البلاد، الإبادة التامة" (٤) .


(١) المصدر السابق، ص ١٥٦
(٢) الأيديولوجية الصهيونية: ١/ ٢٦٦
(٣) من كتابه (التجربة والأمل) ، انظر: يوميات الإرهابي مناحيم بيغن، ترجمة: معين أحمد محمود، ص٦
(٤) عبد الوهاب المسيري، الأيديولوجية الصهيونية: دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة: ١/٢٦٥

<<  <  ج: ص:  >  >>