للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علمانية الفكر الصهيوني:

برغم أن الفكر الصهيوني الحديث اعتمد في تشكيله وصياغاته وخطابه العنصري والعدواني على أساطير وخرافات منتقاة من التراث الديني اليهودي ومصادر العصبية اليهودية التاريخية - كما مر -، إلا أنه فكر علماني لا يمت بصلة مباشرة لأي من ألوان التدين أو الفكر الديني أو السلوك الديني. وبالتالي فالأيديولوجية الصهيونية هي استشعار سياسي علماني لأساطير دينية يهودية. وهو ما أقره ودعا إليه رواد الحركة الصهيونية، فمثلًا المؤسس هرتزل كان يقول: "إنني لا أخضع لأي وازع ديني" (١) ، "إن المسألة اليهودية لا تعني بالنسبة لي مسألة اجتماعية أو مسألة دينية ... إنها مسألة قومية" (٢) ، كما لا يخفي كون مشروعه الصهيوني هو مشروع استعماري (٣) ، وهو أيضًا حركة سياسية كما يقول ناشرو تراثه: "منذ عام ١٨٩٦م أصبح مصطلح الصيهونية مرادفًا للحركة السياسية التي أسسها ثيودر هرتزل" (٤) .

كما أن زعماء الكيان الصهيوني أكدوا منذ قيام (إسرائيل) على أرض فلسطين علمانية دولتهم، وأنها دولة قومية تستند إلى معتقدات العصبية اليهودية التاريخية، وليست دولة دينية. وهو ما يعبر عنه مطلب تحويل فلسطين إلى "وطن قومي لليهود".


(١) انظر: علي جريشة، حاضر العالم الإسلامي، ص ١٠٢
(٢) انظر: روجيه غارودي، الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية، ص ٢٤ نقلًا عن هرتزل، اليوميات
(٣) المصدر السابق، ص ٢٦، نقلًا عن هرتزل، دولة اليهود
(٤) المصدر السابق، ص ٢٦، نقلًا عن هرتزل، اليوميات: ٣/١٠٥

<<  <  ج: ص:  >  >>