للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستمر عدد الفلسطينيين بالتناقص من خلال التشريد والهجرة المعاكسة، وعدد اليهود بالتصاعد، حتى بلغت نسبة العرب في فلسطين حوالي (١٧ %) واليهود (٨٣ %) عام ١٩٨٩م، وهي النسبة التي كانت عكسية تمامًا عام ١٩٤٧م. (١) .

وبرغم هذه الحقائق التي يقر بها الجميع، حتى أولئك الذين زرعوا الصهاينة في فلسطين ودعموهم بالمطلق، إلا أن زعماء الحركة الصهيونية يجنون على التاريخ والجغرافية بكل وقاحة وهم يرفعون شعار: " فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وهو ما ترجمته غولدا مائير في عام ١٩٦٩م بقولها: "ليس هناك من شعب فلسطيني، وليس الأمر كما لو أننا جئنا لنطردهم من ديارهم والاستيلاء على بلادهم، إنهم لا وجود لهم ". (٢) .

وبالطبع فإن استراتيجية التهويد لا تقتصر على تهويد الأرض والسكان، بل تستهدف أيضًا التهويد الثقافي والتعليمي، وتهويد القوانين والتشريعات المدنية والقضائية، وتهويد الأماكن التراثية والمقدسات الإسلامية، ويبرز ذلك بشكل أكثر وضوحًا في مدينة القدس وغيرها من المدن المقدسة كالخليل.


(١) للمزيد انظر: بسام محمد العبادي، الهجرة اليهودية إلى فلسطين ١٨٨٠- ١٩٩٠م
(٢) من تصريحها لصحيفة سانداي تايمز

<<  <  ج: ص:  >  >>