وهو مخطط قديم، وله علاقة ببعض أساطير الأيديولجيا الصهيونية، إذ تعتقد هذه الأساطير بأن هيكل النبي سليمان عليه السلام يقع تحت المسجد المقدس، وأن المسجد بني على أنقاض الهيكل. واليهود ينظرون إلى إعادة بناء الهيكل نظرة قومية وليست دينية، على اعتبار أن سليمان هو عندهم ملك قومي ابن ملك قومي وليس نبيًّا ابن نبي.
وبدأ الصهاينة بتنفيذ هذا المخطط بمصادرة العقارات المحيطة بالمسجد وهدمها أو تصديعها تحت مختلف الذرائع. ثم أخذ المخطط طابعًا جادًّا ومعلنًا بعد نكسة حزيران يونيو ١٩٦٧م، ففي أواخر هذا العام بدأ الهدم والتنقيب في المساحة الملاصقة لحائط البراق (المبكى) ، وعلى امتداد الأسوار الغربية والجنوبية لحرم المسجد، وكان (حي المغاربة) هدفًا مباشرًا للهدم، وبلغ عمق الحفريات حوالي (١٤م) .
وفي عام ١٩٦٩م استمرت عمليات الهدم من حيث انتهت، وبلغت (٨٠م) على طول سور الحرم. وفي العام التالي أخذت الحفريات تمتد بطول (١٨٠م) أسفل المنطقة المارة بأسوار الحرم وأبوابه وعلى شكل أنفاق. وبحلول عام ١٩٧٢م وصل التنقيب إلى أسفل ساحة المسجد، ورافقها الاستيلاء على مبنى المحكمة الشرعية الإسلامية الملاصقة للمسجد، وتحويل جزء منها إلى كنيس. وفي الأعوام التالية اخترقت الحفريات المساحة التي تقع أسفل السور الغربي وصولًا إلى السور الجنوبي باتجاه السور الشرقي، وتوقفت عند الأروقة السفلية وأروقة المسجد الجنوبية الشرقية، ورافقها إزالة مقبرة تاريخية للمسلمين تضم رفات بعض الصحابة. وفي عام ١٩٧٧م بلغت عمليات التنقيب المساحة التي تقع تحت مسجد النساء داخل المسجد الأقصى، فضلًا عن تعميق ساحة البراق. ثم تبعتها حفريات جديدة تحت السور الغربي والبدء بشق نفق يبدأ في شرق المسجد الأقصى، وتقرر أن يصل إلى غربه، وكذلك حفريات أخرى تحت الجدران الجنوبية، بحثًا - هذه المرة - عن مدافن لملوك بني إسرائيل! وحاولت وزارة الأديان الصهيونية (المعنية بعمليات التنقيب والهدم) في عام ١٩٨١م أن توصل حفرياتها بنفق إسلامي قديم يقع تحت السور الغربي للحرم.