وهو العمل الإجرامي الكبير الذي قامت به العصابات الصهيونية في آب أغسطس من عام ١٩٦٩م، وأدى إلى اشتعال النيران في أروقة المسجد. ومن أجل التغطية على جريمتها، فإن السلطة الصهيونية سجلت الجريمة ضد فاعل واحد هو صهيوني (من أصل أسترالي) الذي نفذ العملية.
ثالثًا - محاولات اقتحام المسجد الأقصى:
وقد تكررت هذه المحاولات ابتداءً من عام ١٩٧٩م حين حاولت جماعة (أمناء جبل الهيكل) بزعامة الحاخام (غورشون سلمون) اقتحام المسجد الأقصى، وأعقبتها محاولات جماعة (هاتحيا) وجماعة (كاخ) بقيادة الإرهابي (مائير كاهانا) ، وهي المحاولات التي شجعت المؤتمر الديني اليهودي الذي عقده الحاخامات الصهاينة في القدس في نيسان أبريل ١٩٨٠م لاتخاذ قرار بالسيطرة على المسجد الأقصى، تمهيدًا لتدميره وإعادة بناء هيكل سليمان على أنقاضه. وتسببت محاولات جماعة الحاخام كاهانا في تدنيس المسجد الأقصى إلى وقوع صدامات عنيفة في ساحته بين الفلسطينيين المدافعين عن حرماتهم ومقدساتهم والإرهابيين الصهاينة المهاجمين. وكانت محاولتا نسف المسجد الأقصى وقبة الصخرة في آب أغسطس وتشرين الأول أكتوبر من عام ١٩٨٢م من قِبَل جماعة كاخ في أهم المحاولات التي جرت في عقد الثمانينيات. أما المحاولة الأبرز التي أعقبتهما فهي محاولة شارون (الوزير الصهيوني حينها) في أيلول سبتمبر ٢٠٠٠م بدخول المسجد الأقصى مع الكثير من أنصاره وحمايته وتغطية عسكرية مكونة من (٣٠٠٠) جندي صهيوني، وهي المحاولة التي أدت إلى استشهاد وجرح العشرات من الفلسطينيين، وكانت نتيجتها المباشرة اندلاع (انتفاضة الأقصى) المباركة. وفي السياق نفسه تدخل محاولات بعض الصهاينة المتدينين أداء طقوسهم اليهودية داخل المسجد الأقصى، وهو ما حدث لأول مرة وبشكل رسمي في آب - أغسطس ١٩٨٩م، حين أدى بعض اليهود طقوسهم على أبواب المسجد الأقصى. وبعدها بعشر سنوات تقريبًا افتتح رئيس وزراء الكيان الصهيوني موقعًا جنوب المسجد الأقصى يؤدي فيه اليهود طقوسهم، الأمر الذي شجع بعض الزعماء الصهاينة للمطالبة بتقسيم المسجد الأقصى رسميًّا بين اليهود والمسلمين. وقد سبقها محاولات غير رسمية، حين طاف ثلاثة صهاينة داخل قبة الصخرة عام ١٩٦٩م، ثم أداء زعيمين صهيونيين لطقوس دينية داخل المسجد الأقصى عام ١٩٧٣م.