في تشرين الثاني - نوفمبر ١٩٧٩م افتتحت الشرطة الصهيونية مسلسل الاعتداء على المصلين داخل المسجد الأقصى، بعد أن أطلقت الرصاص عليهم. وفي نيسان أبريل ١٩٨٢م أطلق جندي صهيوني النار بشكل عشوائي على المصلين. وخلال انتفاضة الحجارة كانت الاعتداءات تتكرر باستمرار، ولاسيما خلال صلوات الجمعة. وفي آب أغسطس عام ١٩٩٠م اقتحمت الشرطة الصهيونية الحرم القدسي خلال صلاة الفجر وقتلت (٢٢) مصليًّا وجرحت ما يقرب من (٢٠٠) آخرين، وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى استمرت الاعتداءات على رواد المسجد الأقصى، ابتداءً من منعهم من دخول المسجد لأداء الصلاة وانتهاءً بملاحقتهم في ساحات المسجد وإطلاق الرصاص عليهم، وهو الأمر الذي لا يزال مستمرًّا حتى الآن.
خامسًا - الاعتداءات على الحرم الإبراهيمي:
يضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل (في الضفة الغربية) رفات أنبياء الله: إبراهيم وإسحاق ويعقوب (عليهم السلام) . ويدعي الصهاينة أنهم أحق بالسيطرة على الحرم، ومن هنا بدؤوا مخططهم بالسيطرة على مدينة الخليل بعد حرب حزيران يونيو ١٩٦٧م، إذ زرعوا في العام التالي عددًا من المستوطنات حول المدينة، أعقبه إقامة حي يهودي فيها (حي الدبويا) ، وانتهى الأمر إلى مصادرة السلطات الصهيونية - عنوة - (٢٤) ألف دونم من مساحة المدينة (حوالي ثلث مساحة المدينة) . وخلال ذلك كان الصهاينة يدخلون الحرم الإبراهيمي لأداء طقوسهم الدينية، وتحول الأمر إلى قرار رسمي في عام ١٩٧٢م، واستغلت جماعة (كاخ) القرار لاستباحة حرمة المقام الإبراهيمي واقتحامه أثناء أداء المسلمين الصلاة، الأمر الذي شجع السلطات الصهيونية للسماح لليهود بأداء طقوسهم أثناء أداء المسلمين الصلاة في الحرم الإبراهيمي. وبالتدريج تم تقليص ساعات حضور المسلمين في الحرم وإطلاقها لليهود، وتحويل الجزء الأكبر منها - ومنه المسجد الداخلي - إلى كنيس يهودي، ومشاركة اليهود للمسلمين في مصلاهم، تمهيدًا لتهويد الحرم نهائيًّا. وخلال ذلك مارس الصهاينة مختلف الأعمال الإرهابية ضد رواد الحرم الإبراهيمي، كالتهديد والمضايقة والملاحقة والاعتداء بالضرب والقتل. وكانت المذبحة التي تعرض لها المصلون في الحرم على يد المستوطنين الصهاينة في شباط / فبراير ١٩٩٤م هو العمل الإرهابي الأبرز الذي شهدته مدينة الخليل، فقد قتل في هذه العملية (٢٩) مصليًّا وجرح العشرات.